أعرف أنهم الأمل , أنهم الفجر الباسم و الغد
المشرق أعرف أنهم هم شريان الحياة ونبض الأمة وقلب المجتمع وصناع المستقبل. أطفال
صغار لكن يحملون بداخلهم نفوساً كبيرة. رجالٌ أوفياء قادرين على حمل اللواء ورفعه
إلى أعلى مكان في نفوسهم.
أخبرتهم عما نحن فيه من سوء, وحملتهم الرسالة على
صغر سنهم. حدثتهم عن كل الأوضاع الحسنة والسيئة. أخبرتهم أن البلاد في أمس الحاجة
إليهم وشجعتهم على العمل والإخلاص. وفي نهاية الصف سألتهم: ماذا ستعملون في
المستقبل؟؟
قام رجل من هؤلاء الأبطال الصغار وقال لي : يا
مُعلمة! إننا لا نعيش في المستقبل بل إننا نعيش اليوم.
ـ نعم يا عزيزي. لكنكم اليوم طلاباً وغداً
ستعملون شيء آخر.
ـ كيف يا معلمتي؟ فكلما أتي " الغد "
أسميناه " اليوم "...... فمتى سيأتي هذا الغد؟!
قام آخر وقال: يقصد يا معلمتي أننا نعمل منذ
اليوم.
وقامت فتاة حلوة المظهر طيبة اللسان وقالت: نعم
يا معلمتي, فقد أخبرت والدي أنني أريد أن أصبح باحثة فقال لي "عندما تكبرين
سيصبح لديك معمل كبير وتجرين فيه التجارب" لكني لا أحب الانتظار؛ حولت غرفتي
إلى معمل صغير أجري به التجارب.
ـ وأنا طلبت من والدي أن يفتح لي متجراً حتى أصبح
من أكبر رجال الأعمال وأمول مشاريعها وأبحاثها.
ـ ونحن نحب الصحافة والكتابة وقمنا بإنشاء مجلة
خاصة بنا وسنكتب عن إنجازاتها واختراعاتها وننشر أبحاثها وكتبها.
ـ وأنا فنان منذ الآن وقد حولت غرفتي إلى معرض
للوحاتي وتحفي الفنية.
ـ وأنا لا أدع الحق ولا أترك المظولم وأحفظ كل
القوانين فأنا محامٍ جيد.
ـ أما أنا فأعلم الكبار والصغار والأميين فقد
أصبحت معلمة مثلك أنت يا معلمتي.
ـ نعم يا معلمتي فلماذا ننتظر وقد أخبرتنا أن
البلاد بأمس الحاجة إلينا فلو انتظرنا لازداد السوء سوءً وما قدرنا أبداً على
تغييره.
ـ نعم , وهل علمتي أننا لا نعيش إلا اليوم ! أما
الأمس والغد فلن يأتيا أبداً!!
"
آه يا طلابي !! هل حملتكم أكثر مما
تستطيعون؟؟ أم أنكم تستطيعون حمل أكثر مما ظننت؟"