الأحد، 1 يونيو 2014

ايكاروس



لم يخف ايكاروس من فرد أجنحته في الهواء... لم يخف ايكاروس من الاقتراب من الشمس.. ومع ذلك سقط وتحطم...
ما العبرة في قصة ايكاروس؟؟
أن نخاف؟؟
أن ندرك أن نهاية الأحلام سقطة وحطام؟؟
هل كان حلم ايكاروس بالطيران حلماً قابلاً للتحقيق على أية حال؟؟
أم كان مجرد وهم؟؟لكن ايكاروس استطاع الطيران فعلاً
إذاً كان حلمه حقيقياً وقابلاً للتحقيق وهو فعل كل ما بوسعه ووصل إلى الحلم... لم يسمع ايكاروس التحذيرات القائلة " لا تقترب من الشمس"... لقد كان يحلم دائماً بالاقتراب من الشمس... لقد أراد ذلك بشده وقد فعلها حقاً... .
إذاً ايكاروس حقق حلمه
حسناً هذا يكفي.. القصة تنتهي هُنا... مات ايكاروس هذا لا يهم.. من يكترث بالموت.. لقد حقق حلمه..
دعنا نحقق الحلم ولو كان ذلك آخر شيء نفعله في الحياة...
العبرة من قصة ايكاروس " حقق حلمك... أو مت وأنت تحاول".

الاثنين، 26 مايو 2014

الموتى لا يخافون الموت




حياتك يا فندي حياة متساويش فإيه الل يجبر جنابك تعيش (*)


احنا أصلاَ مش عايشين... الفكرة بس ان دلوقتي أسباب الموت زادت
احنا مقدامناش غير خيارين اتنين ملهمش تالت
الخيار الأول الموت البطيء
الخيار التاني الموت السريع
الخيارين موت.. الحياة مش خيار.. الحياة مش موجودة على هذا الكوكب.

الموت بالبطيء بالمية المسممة أو الفشل الكلوي أو القتل على ايد عصابة أو الموت بالتلوث بعد عملية جراحية في مستشفى حكومي أو الموت في حادثة قطر أو الموت غريق  في محاولة لهجرة أو الموت بالاكتئاب أو الموت بالتعذيب في السجن...

الموت السريع برصاصة أو بقنبلة.. الموت سهل.. والتفكير في المستقبل هو ضرب من الغباء.. " لا مستقبل بلا حرية"... الأولوية دلوقتي مش التفكير في المستقبل والتعليم والشهادة والشغل... الأولوية دلوقتي للحرية... نجيب حريتنا ونجيب كرمتنا عشان بعد كده يبقى فيه مستقبل...

الأكيد ان احنا ميتين... وإن حياتنا ملهاش أي قيمة... إذاً مش مفروض نخاف.. لا على حياتنا ولا على مستقبلنا... اللي بيقولولي "انتي هتضيعي سنة من عمرك" انتو مش واخدين بالكو إن العمر كله ضايع؟؟!!!
وإذا كان العمر كله ضايع.. وإذا كان الموت هو الحل السلمي الوحيد يبقى نموت مرتاحين... بس المشكلة هي ان الموت مش أسوأ فكرة... الاصابة بعاهة مستديمة فكرة وحشة.. دخول السجن فكرة سيئة جداً... التعذيب أسوأ من الموت... انك تعيش بتتمنى الموت كل يوم أسوأ من الموت نفسه....
الخوف موجود.. زمان كنا بنخاف من المتحرشين والبطلجية والعصابات اللي بتخطف البنات وحوادث السيارات والدكاترة والمستشفيات والمرضى النفسيين والخناقات بالأسلحة بين الأهالي وأقسام البوليس ودلوقتي لسا بنخاف من كل دول واللي زاد الخوف من الشرطة .... الأمن مش موجود... التعليم مش موجود... الصحة مش موجودة.. المستقبل مش موجود... وتقول الاسطورة مدام كده ميت وكده ميت أخاف من ايه؟؟
وده ملوش غير حل واحد يا نعيش خاضعين وقابلين للزل والمهانة ونحمد ربنا كل يوم ممتناش فيه ومتخطفناش ومتأذيناش يالا نتحول احنا كمان لعصابات مسلحة بتدافع عن نفسها وشرفها ومستقبلها وحريتها..... 
 وممكن حل تالت.. ممكن ندعو دعاء سيدنا نوح "ربي لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا".... بس لازم الأول ندعو قومنا لعباده الله 1000 سنة.. .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) أغنية مسارح وسيما

الاثنين، 12 مايو 2014

إنني أتآكل

أكره الكتابة لأنها تعيقني عن العمل.. أجدها مضيعة للوقت عندما يكون هناك 20 لوحة يجب أن تسلم في صباح الغد وأنا لدي فكرة رائعة لقصة جديدة.... أكره العمل لأنه يعيقني عن ممارسة الكتابة .. الشيء الوحيد الذي أعشقه في هذا العالم... أقصد الذي كنت أعشقه... الآن أنا أكره كل شيء.
أتذكر كل أحلامي عن نفسي عندما كنت في العشرين... ليس هذه ما وصلت إليه الآن ... أنظر لنفسي في المرآة .. العمر تجاوز الثلاثين بأربعة.. لكن وجهي يبدو كما لو كنت في الخمسين من عمري.. قصصت شعري الطويل.. ضحيت بال60 سم كلهم واكتفيت ب2 فقط لأني لا أجد الوقت الكافي للعناية به... لا أستطيع أن أتذكر متى كانت آخر مرة سمحت فيها لشعري أن يسترسل أو يزاد طولاً... كيف أصبح شعري في نهاية قائمة اهتماماتي... وجهي ليس على القائمة أصلاً... هالة سوداء حول عيني من آثار السهر... تناقص وزني كثيراً في الاعوام الماضية.. أصبحت اشبه المدمنين ومصاصي الدماء... تقريباً ... أصبحت أشبه زها حديد.... كيف تبدو زها حديد بهذا القُبح بينما تبدو مشروعاتها في غاية الروعة... يأتي صوت زميلتي من بعيد "يابنتي المودلز دول مرواهمش حاجة غير شكلهم وشعرهم .. هي دي أهم حاجة عندهم.. هو ده الشغل بتاعهم احنا ورانا شغل وبيوت وهم يقصر العمر"... ربما ليس لديهم أطفال... ربما ليس لديهم مشروعات ضخمة وأكوام من الغسيل والكثير جداً من العمل المؤجل.

أتصل بايمان صديقة الدراسة لنستعيد ذكراياتنا معاً
ـ إيمان احنا ازاي مكناش زي البنات التانيين؟؟
ـ (تضحك بشدة) قصدك ايه يعني يا آية ؟؟
ـ كنت دايما بسمع البنات بيتكلمو عن ستايلات الطرح أو الشنط أو الجزم وتلاقي البنت بتقول لصاحبتها ابقى رجعي الجيبة الروز.. ابقى هاتيلي الشيميز الكاكي.. في لون اسمه كاكي يا ايمان!!
ـ (تضحك أكثر) .. وتضيف.. آه واحنا طول الوقت بنتكلم في الأبحاث ونبدل مع بعض الكتب واللوح.

كانت هناك محاولة واحدة فاشلة لأغير اهتماماتي ولأبدأ التفكير في أشياء أكثر أهمية من قراءة الكتب وحضور الندوات ورسم اللوحات وهو الاهتمام ببشرتي وهو أمرٌ لو تعلمون عظيم وواجب قومي واجتماعي لابد منه وبدأت حينها الصراعات الفكرية.. والمشكلة الأزلية الأبدية ليست نقص الموارد إنما تحديد الأولويات.. كيف يمكنني أن أنفق 50 جنيه لشراء غسول الوجه وباقي تلك الأشياء الغريبة :\ طالما يمكنني ان أشترى 3 كتب على الأقل بهذا المبلغ نفسه والفرق أن الكتب ارث ثقافي وحضاري سيبقى للأولاد من بعدي... لكن هناك حل وهو أن أستعمل الماسكات المُحضرة منزلياً... يعني أحط عسل نحل على وشي!! والله أنا لو لقيت عسل نحل هاكله مش أحطه على وشي.
وتركت هذا الأمر للمستقبل .. ككل الأمور التي تركتها وكنت أظن أن اهتاماتي ستتغير من تلقاء نفسها بعد الزواج.. لكني أدركت أنه من شب على شيء شاب عليه.. وأن اهتماماتي هذه لن تتغير أبداً... وإن الكيرف دايما في النازل...
زوجي العزيز .. نصيحة غالية اقدمها لك (متتجوزش مهندسة).

لكني بالرغم من هذا لم أعد كما كنت في السابق... موهبتي الأدبية تتآكل لأني لا أجد الوقت الكافي للمارسة الكتابة أو تعلم الأساليب الجديدة أو مجارات النتاج الأدبي المعروض في الأسواق.. وليس هناك وقت لحضور ندوة .... دائماً ليس هناك وقت لكل الأشياء التي نحبها.. بينما نمضي كل الوقت في عمل أشياء لا نحبها.

أنا الآن في منصف عامي الواحد والعشرين... أركض خلف حلم بعيد باهت... أخاف من المستقبل لدرجة لا تمكنني من عيش الحاضر... موهبتي الأدبية تتآكل .. الآن... ليس الآن وحسب.. بل بداية من الوقت الذي أصبح فيه الحصول على الدرجات هو أهم شيء في العالم... تحديداً في مرحلة الثانوية العامة عندما توقفت عن ممارسة كل شيء أحبه من أجل أن اركز في المُذاكرة... ولأنه لايمكنك أن تتوقف عن شيء تحبه.. ولا يمكنك أن تتوقف عن الكتابة.. أصبحت أكتب عندما تشدني الفكرة.. ثم ألعن ما كتبته لأنني أضعت وقت ثميناً كان ينبغي أن أنهي فيه واجب مادة الفيزياء... الأمر نفسه يتكرر بشكل مستمر.. والمنحنى آخذٌ في الهبوط... المشكلة الآخرى أنني لا أجد الوقت الكافي للقراءة وأن لغتي نفسها تآكلت وأنني أصبحت كاتبة لا تجد الكلمات التي تكتبها.... وعلى الصعيد المعماري أنا فاشلة تماماً في الدراسة.. الكيرف ينزل في الاتنين :\

تسألني سماح " انتي دخلتي عمارة ليه؟؟ " ... يقلب السؤال رأسي وأجدني أقلب في كل المذكرات التي كتبتها وفي كل الملفات المحفوظة في الذاكرة إنه السؤال الذي أسأله لنفسي كل يوم ولا أجد اجابة مقنعة أو حقيقية ... مازلت لا أعرف ما هي الاجابة الصحيحة... مازلت أبحث.. " إنني أتقدم... ولكني لا أصل".... أجيب بكلام كثير لا أذكره الآن... وفي النهاية أقول.. " أنا أصلاً مكنتش عاوزة أدخل عمارة " .

السبت، 10 مايو 2014

لو كان عندي فلوس ^_^

فل يا هانم... فل يا بيه.. اشتري مني فل .. اللهي يخليكم لبعض..
ابتسمت على استحياء وهمست في أذنه اشتري لنا فُل إن دعوة الفُقراء لا تُرد... كل ما طلبته يومها أن نبقى معاً طوال العُمر... أعطيتها خمس جنيهات كانو آخر ما تبقى في جيبي ... "ادعيلنا كمان يا حاجة" .


الحياة لا تبدو حلوة كما على الفيس بوك ولا تبدو مريعة كما التليفزيون... إنها حياة وحسب.
الفقر والغنى ليس تصنيفاً دقيقياً ولا يمكن قياسه بمعايير ثابته.. من يرتدي حذاء أغلى من حذائي هو غني ومن يرتدي حذاء أرخص من حذائي هو فقير... من يعيش في بيت أكبر من بيتي هو غني ومن يعيش في بيت أصغر من بيتي فقير..... هذه هي النظرة الساذجة لكل شيء...  لكنها ليست الحقيقة... أنا أجدني أغنى من الكثيرين رغم أنني لا يمكن أن أشتري حذاء أغلى من 40 جنيه مثلاً .. وبالرغم من أن مبلغ 500 جنيه يُعتبر ثميناً للدرجة التي يجب أن أحافظ عليه في البنك أو أستثمره في مشروع
:D .. الفقر ليس في جيوبنا... الفقر في عقولنا فقط..... وأنا لا أجد عقلي فقيراً ولا يجب أن يكون عقلي فقيراً أبداً...... .
علمتنا الحياة نعمة الشكر ..  ^_^  نعم هذا ما قصدته تماماً (نعمة الشكر) وليس شكر النعمة... فالشكر نفسه نعمة وهبة لا يعرفها الكثيرين .... ففي كل مرة أركب فيها المترو أحمد الله ألف مرة على أنني لست مضطرة لبيع الطُرح في المترو مثلاً.

عندما كتبت (سُك ع الأحلام يابني) ... كانت لدي فكرة سخيفة تقول " لو كان عندي فلوس كنت بقيت أحسن"
:D وعلى رأي الأغنية "لو كان عندي فلوس كنت أسكن في قصور " .... الفكرة سخيفة جداً... وأعتقد أنها راودتكم ذات يوم... " لو كان معايا موبايل بكاميرا كنت عرفت أصور المحاضرات... لو كان عندي نت ع الموبايل كنت عرفت أسمع الراديو وأنا بذاكر...لو كان معايا 7000 جنيه كنت خدت كورس المايا واشتغلت في ديزني... لو كان معايا 4000 جنيه كنت رحت رحلة تركيا... لو كان معايا 700 جنيه كنت أخدت كورس ال3D ماكس ولو كان معايا ... :D  " ...

. وطبيعي انه يكون ممعييش عشان أنا لسا طالبة ومش بشتغل وأكيد لما أشتغل هيبقى معايا -_- ..

مرة طلعت الموبايل بتاعي قدام صحابي وفطسو من الضحك
:D .. ايه ده معقول في حد لسا بيشيل الموبايلات دي.. الموبايلات دي انقرضت من زمان... وكام مرة بقى أقول لحد هاتلي الأغنية الفُلانية ويقولي أبعتهالك بلوتوث , معنديش بلوتوث -_- فيقوم مصوت وممكن يلطم ازاي عايشة في القرن الواحد وعشرين من غير بلوتوث... باي زا واي البلوتوث ده بقى حاجة قديمة قوي .. الجديد ازاي عايشه في القرن الواحد وعشرين ومعنديش واتس آب :D  .... حقيقي ساعات كنت بشعر بالاحراج :D  ايه ده بقى بجد ازاي معنديش بلوتوث :D  ... ازاي يعني بقى أقصى طموحي وآمالي في الموبايل الجديد اللي هشتريه انه يكون فيه راديو مثلاً عشان يسليني طول الطريق :D  .. .

الفكرة ليست فيما تمتلكه.. بل كيف تستغله... من منا عرف قيمة أن يمتلك كابل انترنت
:D  ... من منا يعرف كيف يستفيد من هذه النعمة الرائعة أدامها الله علينا... من منا يعرف أن المكتبات ال PDF  هي ارث ثقافي حقيقي لا يُقدر بأي ثمن... الكثير منا لديه أشياء رائعة لكن القليل فقط يدرك روعة هذه الأشياء...

وأخيراً الحمدلله على كل الأشياء الرائعة التي أمتلكها ^_^ .. الحمدلله على أنني أستطيع أن أتحدث مع أصدقائي الأجانب بدون مترجم
^_^ ... الحمد لله أنني أستطيع الكتابة... وأستطيع القراءة.... الحمدلله لأنني أدرك روعة كل الأشياء الرائعة التي أمتلكها... الحمدلله لأنني لم أمتلك أي لعبة في طفولتي وصنعت ألعابي كلها بنفسي.... الحمدلله لأنني تربيت في مكتبة في قرية بعيدة في قلب الصحراء.... الحمدلله لأنه خلقني أنا كما أنا ^_^

التدوينة السالف ذكرها ( سُك ع الأحلام يابني )
اغنية لو كان عندي فلوس :D من كرتون شركة المرعبين

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

عاوزة أتعلم الوقوع

الدكتور لم يقل نكته.. لقد لمس واقعي المؤلم.. لهذا..... أضحك بشده.

لا أذكر موضوع المحاضرة لكني أذكر جملة قالها الدكتور هي الوحيدة التي كتبتها من المحاضرة.. قال أنه اشترك في تدريب للعبة الجودو.. تعلم كيف يقع.. ثم توقف عن التدريب... .
أنا أريد أن أتعلم كيف أقع... أريد أن أتعلم فن الوقوع.. الوقوع لابد أن يكون بخطة وبتكنيك مدروس جيداً.. لا بد ان أقع باحتراف.. كل وقعة تختلف عن سابقتها.

طالما أننا لابد أن نقع.. وطالما أن هذا هو ما تعطيه لنا الحياة إذاً لابد أن نتعلم.. لا يجب أن أصرخ طالبة النجدة في كل مرة أقع فيها.. مش لازم كل مرة أقول الحقوني انا بتشد لتحت... ولا أقعد ع الأرض أعيط زي العيال الصغيرين إلى أن يأتي المار الذي سأظنه منقذي وأمد يدي له ليعيدني واقفة من جديد..... ـ  المارة لا يعبأون بي ـ

في المرة القادمة التي سأقع فيها أريد أن "أقع بشياكة" .. .. .
وأريد أيضاً أن أقف بمفردي... وألا أتشبث بيد الغريب... .

لا بد أيضاً أن نتعلم كيف نقوم بعد كل وقعة.. كيف نستعيد توزازننا ونمشي بخطى ثابتة.. ننفض ثيابنا من آثار التراب العالقة... نتذكر الأمر ... ونضحك.

"تُستخدم التمرينات الرياضية لمن كُسرت ساقه حتى يستعيد قدرته على السير"...
أنا محتاجة اعمل تمرينات كتير عشان بس أعرف أمشي على رجلي.

الأربعاء، 9 أبريل 2014

لماذا لا نطير!!!!



يبدو منظر الغروب جميلاً من سطح منزلنا... تنتشر الأشعة البنفسجية في الأفق.... يغطي السماء لون قرمزي... تتسابق أسراب الحمام في استعراض قوتها على الطيران... أسرح في المساحة الشاسعة من اللون الأزرق... تلهبني النسمات الباردة.. يطير شعري الغجري على عيني فازيحه قليلاً بيدي... املأ صدري بهواء خالي من النيكوتين... أشعر نسبياً بالهدوء.. لا صوت يعلو فوق صوت رأسي الذي امتلأ بحوار جديد بيني وبينك.

ـ بتعملي ايه عندك؟؟
ـ سرحانة.... الهوا هنا حلو قوي.
ـ
:D  الهوى... ههههههههه .. قلتيلي.
ـ شايف أسراب الحمام اللي في الجو... منظرهم حلو قوي.
ـ أنا نفسي أطير.
ـ أنا نفسي يبقى عندي سرب.
ـ شايفة انتي بقى الحمامة اللي خرجت من السرب وطارت لوحدها دي أنا نفسي أبقى زيها أو زيه على حسب يعني
:D
ـ وهتعمل ايه لوحدك؟؟
ـ مش عارف.. بس هطير في أي حته... مفيش أي حاجة هتقيدني ولا هبقى مربوط في حاجة.. ولا ملتزم بعادات وتقاليد السرب بتاعي.. هعمل اللي أنا عاوزه.
ـ انت عارف انت عاوز ايه؟
ـ مش عارف حالياً.. بس أنا عاوز أطير وخلاص.. عاوز أبعد عن القطيع.. مش عاوز أبقى زي شوية الحمام دول اللي بيلفو حوالين نفسهم في دايرة ويتعبو من الطيران فيرجعو البيت بسرعة قبل الدنيا متضلم ويستنو كل يوم يتدبح منهم واحد.
ـ ولو طرت لوحدك ممكن حد يصتادك... في كلا الحالتين انت مهدد.
ـ مش مهم.. على الأقل هبقى حاولت.
ـ في السرب لما حد بيتعب الباقيين بيسندوه.. مش هتلاقي حد يسندك.
ـ تعالي انتي معايا... تعالي نهرب سوا... نطير سوا.. وكل واحد فينا يسند التاني.
ـ بس احنا مبنعرفش نطير.
ـ لأ بنعرف...  بس احنا اللي متمسكين قوي بالأرض.. خايفين لا نقع.
ـ ........................................... .
ـ سكتي.!!!
ـ بفكر.
ـ في ايه؟؟؟
ـ في احتمالات اننا منقعش.
ـ مقلتش اننا مش هنقع.
ـ
:D :D :D :D  انت كده بتطمني يعني؟؟!!
ـ ههههههههههههههه منا لازم أقولك ع الحقيقة.
ـ طيب ولما نقع هنعمل ايه؟؟
ـ نحاول تاني وتالت ورابع لحد ما نحترف الطيران.

أنا عاشقة للطيران... كان يراودني حلم عندما كنت صغيرة.. كنت أحلم أنني أطير... أطير وأعلم الناس الطيران... لكن الآن.. تراودني الكوابيس فقط... .
أريد أن أطير... لا أخاف منك.. ولا أخاف من الوقوع... ولا أخاف من العواصف.. أخاف أن أدمن الطيران... أخاف أن أطير بعيداً فأكون واضحة تماماً للصيادين.. أنا جبانة وأعرف... أريد أن أبقى في الظل... في غمار القطيع الذي لا يستطيع الطيران... في السرب مثل الآخرين تماماً... حتى لو كان هذا يعني أن أتخلى عن جناحي.. فهذا ما يحدث.. وهذا ما يفعله بنا العالم.. يقصقص أجنحة من يطير بعيداً... أو يربط رجله بخيط طوله لايزيد عن ال10 أمتار... وأنا لست مربوطة بخيط بعد... لكني قريباً سأُربط إلى الساقية.... .
دعنا نتخيل فقط أننا نستطيع الطيران في عالم موازي.... ودعني أكتب "محاولات فاشلة للتحليق خارج السرب" .... وأنا واثقة تماماً من فشلها.... لكن اذا كُنا سنتخيل.. لماذا لا نتخيل أنها كانت محاولات ناجحة... وأننا استطعنا الطيران بالفعل... لكنا اشتقنا إلى الأرض.. فعدنا إليها بمحض ارادتنا... .

الخميس، 27 مارس 2014

يا كل بنت

يا كل بنت بتصحى بدري
تلبس الشنطة الكروس
تجري خلف الميكروباص
تخلص الجامعة بسرعة لأجل تحجز أي كورس
يدوب تلحق تنام ساعتين وبس
ولا تشرب مج قهوة
لأجل ما يفوقها بكره
ولا النوم منها يطير
لأجل ما تفكر في فكرة
ولا تطبق ع لكتاب
لأجل ما تخلص مذاكرة.

يا كل بنت
سافرت من الفيوم ومن طنطا
ووقفت ساعة في محطة
وكل بنت فهموها انها جت الحياة غلطة
وقالو يا ريت كانت ولد
أو ماتت من قبل ما تتولد

يا كل بنت
شالت الحياة رمل وزلط
على كتفها..
كسري طوب العُقد
وابني بيه بيت الأمل
وافتحي شباكه بحري
وأقفي طول العمر فيه
أوعاكي يوم لو تقفليه
وتحبسي نفسك في خُرم.

لو خايفة من بكره وأساه
أو خايفة من "برا" وبلاه
أو خايفة لو تمشي في طريق
ومتعرفيش منتهاه
أوعي جمب الحيط لاتمشي
امشي في وسط الطريق
كوني انتي للغريق طوق نجاة
واستعيني بالصبر والصلاة

اقفي فوق جبل الطموح
وأحضني نسمة هواه
وامسكي الحلم اخطفيه
أوعي من بين ايديكي توقعيه
اجري وراه..... حصليه
واسبقيه.. خليه يجري وراكي
واتعبيه....
خلي حلمك يبقى حلمه تحققيه
وبايديكي تلمسيه
وافرحي ساعتها بيه وفرحيه
اكتبيه.. واحفظيه.. واعرفيه
تبتي قوي في ايديه
اوعي وسط الزحمة تضيعيه

سمي باسم الله وخطي
دوسي فوق الهم عدي
موجة الحُزن اللي جاية من وراكي
اركبيها... عدي للبر بيها.. واسأليها
"انتي أصلا ايه اللي جابك؟"
"مين اللي قالك ان سهل تغرقيني؟"

يا كل بنت بتتكسف
من شكلها.. أو لبسها..
وكان نفسها ..
تكون أميرة في والت ديزين
الجمال جوا القلوب
وانتي أصلاً 100 أميرة
جوه بعض وجوه منك
بس لما ترضي ربك.

الاثنين، 24 مارس 2014

حوار مع ابني (أنسى ولا أعرف)

"ماما جو نى سى با  يعني ايه؟؟"...
ليس هذا سوى صوت ابني البالغ من العمر 7 أعوام.. أصبحو يدرسون اللغة الفرنسية في الابتدائية هذه الأيام... ولدي سعيد الحظ لأن أمه تجيد العربية والانجليزية... الفرنسية نسيتها تماماً... أرد "استنى يا وليد أما أجيب النضارة"... عندما أخبرت أصدقائي بأسماء أولادي في العشرين من عمري لم يكن من بينهم اسم الوليد... لكن هذا ما يحدث... الأشياء التي نخبر بها أصدقائنا في العشرين لا تحدث أبداً.. أنا أيضاً نسيت قائمة الأسماء التي قلتها يوماً.. سأتصل بصديقي الذي لا ينسى أي شيء أخبره به ليذكرني بأسماء أولادي التي اخترتها في العشرين .. "(       ) هو أنا قلتلك أسماء ولادي ايه؟؟"... يضحك (       ) ويذكر لي قائمة طويلة أذكر أنا منها الآن البراء وبكر... أضحك جداً من طول القائمة.. لماذا اخترت كل هذا الأسماء؟؟
ـ"الجيش"...
 ـ ههههههههههه جيش بحاله... دأنا مش قادرة على واحد.. أنا كنت عبيطة قوي.

أحضرت نظارتي.. الأمر لا يحتاج إلى نظارة.. وليد قال الجمله "جو نى سى با" .. أنا لا أعرف.. سأعرف فيما بعد أن هذا هو المعنى الحرفي للجملة "أنا لا أعرف".... أعتبر نسياني للغة الفرنسة أحد لعناتي القديمة... المشكلة أنني نسيت أشياء كثيرة جداً في الحياة.. نسيت الفرنسية.. نسيت الكتابة.. نسيت الرسم.. نسيت الديزاين... نسيت كل شيء تعلمته في الماضي... لكني في المقابل تعلمت أشياء جديدة... تعلمت كيف نعيش الشهر كله بال مرتب دون ان نستلف من أمي كل آخر شهر.. لقد عانيت في تعلم هذا الأمر أكثر مما عانيته في دراسة العمارة نفسها... تعلمت أيضاً كيف أشتري كل شيء أحتاج له فقط... تعلمت أخيراً كيف أشتري جذمة واحدة بدلاً من أن أشتري 9 جذم وأركنهم جميعاً على الرف أو ألقي بهم في أي مكان... تعلمت أخيراً ما هو الفرق بين المسكرة والأي شادو والأي لاينر .. كنت أظن أنني سأفني عمري كله دون أن أعرف الفرق.... تعلمت أن وليد هو أعظم منح الرب على هذه الأرض وتعلمت أن الانسان عليه أن يعمل حتى لو لم يحب عمله وأن الانسان ان لم يستطع التضحية عليه أن يقبل بما هو عليه وأن الأغنياء ليسو أسعد منا على أيةً حال وأنه لا فرق بين أن تعمل نادلاً في مطعم أو تعمل طبيباً جراحاً.. المهم أن تكون سعيداً.. أهم شيء تعلمته ألا أبكي على الأحلام التي لا تتحقق وأن كثرة الأحلام مُضنية وأن حلم واحد كفيل بأن تفني عمرك كله في محاولة الحصول عليه... .

الأمر لا يحتاج إلى نظارة.. الأمر لا يحتاج إلى ماما .. "متدور يابني في جوجل ترانسليشن"... لكن الأمر ليس بهذه البساطة فالمشكلة ان "ماما متعرفش" لا يمكن أن تكون ماما متعرفش أبداً.. ماما لازم تكون عارفة كل حاجة.. هذا ما يعتقده الوليد.. أمه مُثقفه.. أمه مُعلمة.. أمه تقرأ وتعمل وتكتب وتتصفح الانترنت كيف لها ألا تعرف شيئاً بسيطاً كهذا... الحل كان رومانسياً جداً وبسيطاً جداً أبسط من أن أبحث أنا بنفسي لأخبره بمعنى هذه الجملة وأبسط من أن أستعين بصديقتي التي تعمل مترجمة في درا الشروق وأبسط من أن تهتز صورتي أمام ابني ويبكي طوال الليل لأنه أمه لا تعرف.. بكل بساطة لو أنني قلت "لا أعرف" ستُحل المُشكلة لن يدرك وليد أنني فعلاً لا أعرف سيفهم أن هذا هو معنى الكلمه وهذا هو معناها فعلاً... .
لم أستعن بالحلول الرومانسية... على وليد أن يكتشف الحقيقة ذات يوم... لما لا يكون هذا اليوم.. أول صدمة في حياة أي طفل هي أن يكشف أن معلمه أخطأ.. تنهار أول الثوابت.. "المستر قال كذا" بس المستر غلطان... "المذيعة قالت كذا" بس المذيعة غلطانة.. "فلان ع النت قايل كذا".. "الموقع الفلاني كاتب كذا" ... "الترجمة طلعتلي كذا" بس كل دول غلطانين... هذه هي الحقائق التي يكتشفها أي طفل بالتدريج... علي فقط أن أكشف حقيقة واحدة الآن... "ماما متعرفش".. أذكر أنني عندما كنت أذاكر لأخوتي الصغار لم أقل أبداً كلمة معرفش.. وكانو يسألونني عن أشياء كثيرة لا أعرفها فعلاً وأنا أبحث وأعرف وأقول لهم.. لا أنسى أي شيء يخبرونني به رغم أنني في العادة نساية لكنهم يقولون "مفيش مهندسة متعرفش ومفيش مهندسة بتنسى" .. كنت سعيدة جداً بهذه الصفات الجديدة الُمقترنة بكوني مهندسة.. لم أشأ أبداً أن أصدمهم بالحقيقة "المهندسين في حاجات ميعرفوهاش وساعات بينسو" لكن على أية حال المحافظة على هذه الكذبة أسهل بكثير من مواجتهم بالحقيقة يمكنني أن أحاول أن أعرف ويمكنني أن أحاول أن أتذكر.. في النهاية سيكبرون وسيفهمون أن المهندسة ليست بهذه الروعة وأنني فقط مجرد حمقاء أخرى في هذا العالم.

ـ ماما كل ده بتجيبي النضارة؟؟
ـ معلش يا وليد سرحت
ـ هاهأ (ضحك وليد ضحكته المعتادة التي تعلمها من أبيه عندما أقول أنني سرحت)
ـ وريني كده.. (بدأت أتلعثم) جى..جو..جو.. نى.. سى.... ؟؟ آه باينلها سى.. جو نى سى با.. جو نى سى با.
ـ أيوه ايه بقى معناها؟؟
ـ معرفش.
ـ أهااااااا.. "معرفش".
ـ لا يا بابا أنا اللي معرفش.
ـ متعرفيش ايه
o.O
ـ معرفش الجملة دي معناها ايه.
ـ ازاي يعني؟؟ مأخدتيهاش؟؟
ـ لأ أخدتها بس مش فاكراها.. نسيتها
ـ نسيتيهاااا (ينظر إليّ بابتسامة خبيثة).. بقى مكنتيش بتذاكري كويس.

الوليد ينسى لأنه لا يُذاكر... أنا أنسى لأنني لا أريد أن أعرف ... أنا أنسى لأنني لم أعد بحاجة للتذكر... أنا أنسى لأنني ملأت ذاكرتي بكل الأرقام الصغيرة التافهة التي أراجعها كل يوم في المكتب على اللوحات الهندسية حتى لا تسقط أي بناية فوق رأسي... أنا أنسى لأن كل القصائد التي حفظتها لم تعد ذات قيمة في يوم من الأيام... أنا أنسى لأنني لا أريد أن أصاب بالزهايمر... أنا أنسى لأن التذكر يرهقني... أنا أنسى لأنني لا أُذاكر... لا يمكنني مُذاكرة كل شيء عرفته ذات يوم... أنا أنسى لأنني من الجيل الذي هتف ضد العسكر في عام ونادى برجوعه الى السلطة في العام التالي... أنا أنسى لأنني لست بحاجة لأن أذكر.... لاتعرف يا وليد كيف عانت أمك لتتوقف عن المُذاكرة والبحث و تصبح ككل الناس العاديين ... تنسى ولا تعرف.

الاثنين، 17 مارس 2014

عمارة الورطة



أحياناً أتسائل.. ما علاقتي أنا بكل هذا... لماذا علي أن أهتم بمدخل العاملين وغرفة الكهرباء وغرفة التكييف المركزي وكاونتر الاستقبال وماكينة صرف النقود وارتفاع فاصل كابينة التواليت وارتفاع مقبض باب الحمام.... حسناً لا بأس أن أهتم بهذه التفاصيل الدقيقة والغير رقيقة والغير رومانسية بالمرة.... لكني دائمة التذمر عند بداية كل مشروع "تباً... ما الذي أقحمت نفسي فيه!!!".... كان أقصى طموحي قبل أن التحق بقسم العمارة هو أن اتمكن من بناء مدرسة بالخشب والطين
:D صدقاً أنا لا أمزح.. لقد بدأ افتتاني بالمعمار منذ أن شاهدت فيلماً وثائقياً عن مدرسة بُنيت في ماليزيا ـ على ما أذكر ـ بخامات البيئة والتي هي الطين والخشب المحلي وكانت هذه المدرسة رائعة إلى حد لا يُمكن تصوره... بعد ذلك درسنا مقالاً صغيراً عن حسن فتحي وعمارة الفُقراء... افتتنت بالمعمار أكثر... قررت أن هذا سيكون هدفي في الحياة... أن أجعل الناس يعيشون أفضل حياة ويبنون أروع البيوت بأقل الخامات والتكاليف وبمواد صديقة للبيئة ـ كنت أحب البيئة آنذاك ـ ... لم يمر وقت طويل حتى نسيت المعمار تماماً ونسيت البيئة والطين وكل هذه الأشياء وقررت " أريد أن أصبح مبرمجة ومهندسة حاسبات"... دخلت الهندسة... وأعرف أنني كاتبة ... وأن الكتابة هي أروع شيء يمكنني أن أفعله في حياتي.. لكنني فقط لم أرد أن آكل بقلمي حتى لا أنكسر أمام لقمة العيش وأضطر للكتابة ضد مبادئي.... قررت أن الكتابة موهبة مُفيدة ولكنها ليست مهنة أبداً.... على كل حال لم يكن هناك وقت لمقارنة الكاتبة بالمهندسة.... كان الأمران مفصولان عن بعضهما تماماً... وبدأت دراسة الهندسة.... وبدأت أكتشف أن الجامعة ليست بكل التصورات الرائعة المستقرة في خيالي... إنها فقط مكان آخر لصنع الحمقى.. لم أرد أن أكون حمقاء.. أو أن ( آكل الكتب) كما كنت أفعل في الثانوية العامة.. كنت أنتظر طريقة آخرى للتعليم... لكن على أي حال لم يكن هذا مهماً أبداً... أنا أعرف ماذا أريد... أريد أن أصبح مبرمجة ولدي العديد من الأفكار .. أنتظر فقط ان أعرف كيف أنفذها..... كنت متفوقة جداً في مادة الحاسبات وخاصة في المعمل.. التحقت بكورس حاسبات اضافي وبدأت في تزويد معلوماتي وتطورت وأصبحت أفضل في هذه المادة وكان بامكاني حين ذاك أن أنفذ بعض البرامج الصغيرة وكنت سعيدة جداً بهذا :D .... لكن للأسف لم تكن الحاسبات هي المادة الوحيدة :D إليكم المُفاجأة... كنت فاشلة تماماً في مادة الرياضيات بكل فروعها... كنت سيئة في الفيزياء أيضاً.... لكن فرصتي في الرياضيات كانت معدومة تماماً ... كنت أخشى أن أرسب بسببها... وبالرغم من أنني بذلت قصارى جهدي وحضرت كل المحاضرات وذاكرت كثيراً وكنت مركزة على حلم تأسيس شركة برمجة تنافس مايكروسوفت وجوجل.. إلا أن الحلم كان يتسرب من يدي شيئاً فشيء..... لابد أن أحصل على تقدير امتياز لالتحق بقسم هندسة الحاسبات.. وعليّ أن أكون متفوقة في مادتي الرياضيات والفيزياء لالتحق بقسم الاتصالات... بحسابات منطقية بسيطة.. وعندما حصلت على نتيجة التيرم الأول في السنة الاعدادية أدركت أن فُرصتي معدومة تماماً... وأن هذا الحلم لا سبيل لتحقيقه الآن... ربما يمكنني فيما بعد أن اطور نفسي في هذا المجال خارج اطار الجامعة... لكن الآن... لابد من بديل... وكانت العمارة... خلال التيرم الثاني في السنة الاعدادية بدأت أقتنع بأن العمارة هي أروع مجال للدراسة على الاطلاق... وأن قسم العمارة هو أفضل الأقسام في الكلية... وأن العمارة أروع بكثير من البرمجة.... الا أن ألأفكار السائدة عن قسم العمارة كانت مُضحكة فعلاً ولا تمت للواقع بأي صلة :D ... " قسم لذيذ.. قسم بنات... قسم نايتي... معندهمش محاضرات... بيخرجو ويتفسحو كتير... بيرسمو ويلونو ومفيش مذاكرة خالص... ده كمان معندهمش امتحانات ميدتيرم :D ... ده قسم أدبي هندسة... ده تجارة هندسة.... انتو آخركم ارمي السقالة يابني وشد سيخين حديد :D" وكانت فكرة الاشخاص العاديين تماماً كفكرة أخي محمد " بتعملو بيوت :D  " .... حسناً ... الأمر أكبر من البيوت وأكبر من الشقق وأكبر من المدارس والمستشفيات وأكبر من كل شيء.... إنه القسم الذي لا توجد به دراسة ولا مُذاكرة ولا امتحانات في منتصف التيرم... يوجد فقط الأبحاث... ـ عليك أن تتخيل صدى صوت وموسيقى تصويرية لصراخ يستمر لمدة نصف ساعة ـ ... لقد وقعنا في الفخ :D .... المُفاجأة أنه لا توجد أي مناهج دراسة محددة... يضع الدكتور أمامك المشكلة وعليك أن توجد لها الحل بنفسك وعليك أن تتعلم كل ما ينبغي أن تعرفه بمفردك.. العالم كله ساحتك.. والمكتبة كلها منهجك.. عليك أن ترجع إلى كل المباني التي انشئت منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا وتدرسها جيداً لكي لا تكرر أخطاء البشرية السابقة.. لقد جئت بعدهم عليك أن تتعلم منهم.... لابد أيضاً أن تدرس كل المعمارين المشهورين في هذا العالم سواء المعاصرين أو اؤلئك الذين تحولو إلى رفاة.. عليك أن تفهم اساليبهم الخاصه واتجاهاتهم المعمارية ومن ثم تتبنى اتجاهك الخاص.... ثم عليك بعد كل هذا أن تطور مهاراتك في الرسم والتلوين واستخدام البرامج الحديثة والتقنيات العالية لتتمكن من عرض فكرتك... عليك ان تتمتع بحس فني عالي وأن تدرس أساليب التسويق لتعرض فكرتك على الزبون ـ والذي سيكون نفسه هو الدكتور أثناء دراستك ـ ... عليك أن تدرس أساليب الانشاء المختلفة لتدرك أن قاعة المسرح الكبيرة الملحقة بالمشروع لا ينبغي أن يقف أي عمود بسذاجة في منتصفها ولا في أي مكان بداخلها.... أنت ليس لديك أي فكرة مسبقة عن أين يجب أن يقف العمود.. ولا تدري كيف يمكن ان تمسك الجدران نفسها من دون أعمدة .... لكن عليك أن تبحث... وعليك أن تعرف وعليك أن تتعلم..... الدكتور لن يخبرك بشيء.... لأنه ببساطة هناك أكثر من مليون طريقة لكي لا يقف هذا العمود الساذج في المنتصف... أنت عليك فقط أن تختار الطريقة التي تُعجبك وتلائم فكرتك.
أما عن الأفكار فهي لا نهائية... فعندما يُطلب منك بناء مدرسة فهناك مليون طريقة لبناء هذه المدرسة.. وعندما يكون أكثر تحديداً ويخبرك بحجم الأرض ومكانها ويحدد أن المدخل ينبغي أن يكون من جهة معينة والفصول لها عدد معين ومساحة معينة وكذلك الحمامات وغرف المدرسين وكل شيء آخر .. ولما يخبرك بأدق التفاصيل ستبقى لديك نفس المليون طريقة وستجد أن الأفكار كثيرة لدرجة تعجزك عن التفكير.
أفهم أغلب المواد التي ندرسها وأفهم الهدف النبيل من وراء دراستها.... وأجدها مفيدة جداً في الوقت الراهن... أعرف تماماً ما أهمية أن يكون الممر في المبنى العام أكثر من 70 سم .. ببساطة حتى لا ينحشر الناس... أفهم تماماً لما يجب ان أحسب الأحمال الواقعة على السقف.. ببساطة حتى لا يقع السقف نفسه على الناس... ليس الأمر هنا مثل مسائل الهندسة التحليلية أو تفاضل جيب الزاوية وجيب تمام الزاوية واللذان لم أفهمها يوماً في حياتي.... .
أن تكون معمارياً عليك أن تهتم بالتفاصيل... عليك أن تهتم بالسنتيمتر والمللي.. عليك أن تهتم بالبشر الذين يعيشون في المكان والذين يزورونه... عليك أن تحدد وتفهم كل التفاصيل الصغيرة.... عرض الشباك وطوله وشكله وخامته وارتفاعه ومكان مقبضه واتجاه فتحه وغلقه... لا أتحدث عن الشباك.. حسناً هناك ألف تفصيلة يجب أن تكون حاضرة في ذهنك عند تصميم أي شيء... ومع ذلك... وبعد قضاء 7 أيام في ايجاد حل مبدأي للمشكلة التصميمية وفي اختيار الاماكن والاشكال المناسبة للفراغات المختلفة وبعد ان تقتنع أنك صممت مبنى رائع وأروع حتى من تصميمات فرانك جاري.. ستكتشف أنك نسيت حمامات العاملين ونسيت مطبخ الكافتريا ونسيت مدخل الخدمة ووضعت غرف الادارة في مكان يصعب الوصول إليه وليس للغرفة أي باب ولن تفلح محاولات تسلق الجدران لدخولها
:D .... ستحل هذه المشاكل فيما بعد وستتعلم عن طريق التجربة والخطأ.. وسيأتي اليوم الذي تجرب فيه أن تتبني العمارة الخضراء وستجد ان أبحاثك كلها في هذا الصدد غير مجدية و"إن الموضوع أكبر من منت فاكر بكتير وانك اساساً مش فاهم حاجة من الكتب والمراجع اللي بتدور فيها وفي الآخر هتجيب قلم أخضر فلوماستر وتلون المبنى بتاعك  :D ... وده بيفكرني بتيمون لما قال قصيدة أي كلام وبومبا قاله أومال فين الوزن والقافية قاله ده شعر حر :D .. "
عندما أجد نفسي تورطت في بحث عن القياسات الخاصة بالأطفال والقياسات الخاصة بالسيارات والجراشات والاشتراطات البنائية الخاصة بالمعاقين والاشتراطات البنائية للفنادق الخمس نجوم والعمارة الخضراء والعمارة الذكية وكل هذا مطلوب خلال يومين فقط أجدني أقول " أنا بحب الشعر الحر
:D ... أنا عاوزة أحول آداب لغة عربية"... بحق السماء لماذا ورطت نفسي في هذا الأمر... لكنها العمارة... أروع ورطة ... وأروع خيباتي  في هذه الحياة :D ... .

ملحوظة ع الجنب:  الأغنية دي بتعبر عننا جداً :) .. .
أغنية I am an architect

السبت، 15 مارس 2014

متخافش

املى الفراغ ولو بكلمة/متسيبش حاجة للي بعدك متكونش كاملة../أوعى تكون من اللي بيتنسو/موت براحتك في أي وقت بس خليهم يقولو كان فيه هنا واحد جدع... مات/ متخافش من حاجة متعرفهاش... خاف من حاجة عرفتها./متوصلش أحلامك بحبال مقطوعة./متاخدش من يومك زاد لبكرة.. خد بس الأمل./النهاردة أحسن يوم تموت فيه وانت مرتاح الضمير./ اتصاحب ع الناس اللي بيتخانقو مع بعض جواك/ فيه جزء منك نفسه يغرقك متديهوش الفرصة/ خلى كل حاجة عندك قوي مش نُص نُص/ جرب كل حاجة بتخاف منها/ أقهر كل الوحوش وارجع لوحدك/ متحاولش ترضي كل الناس عشان هتزعل جامد في الآخر/ اللي يهواك اهواه واللي ينساك انساه/ عيش بشرف وحارب بكلمتك/ لو لقيت نفسك اتهزيت في أي وقت امسك في حد ثاتب جمبك وهو هيثبتك/ لو ملقيتش حد ثابت امسك في جزع شجرة/ متعملش حاجة بتكرهها/ حب كل حاجة بتعملها/ "أليس" سألت القط تسمح تقولي الطريق منين قالها انتي عاوزة تروحي فين قالتله أي حته قالها خلاص يبقى تاخدي أي طريق/ على فكرة الناس كلها عندها أحلام مش عاوزة تحققها/ مترضاش بالأي حاجة والأي مكان والأي طريق / اثبت وثبت اللي جمبك/ خلي عندك دايماً أمل / لو لقيت انسان معهوش أمل إديه شويه من معاك / متديش حد كل الأمل اللي معاك وتقعد تشحت/ على فكرة دموع الراجل مش عيب / ابقى عيط لما تتوجع متخافش/قصة الأرنب والسلحفا محدش اتعلم منها حاجة/ بيقولك متجريس بسرعة وترتاح في النص/ امشي بالراحة وهتوصل/ ملحوظة على الهامش: أنا بطلت أفكر في الانتحار.

الأحد، 2 مارس 2014

زحمة أفكار

الحياة حلوة بس احنا يمكن مش واخدين بالنا / الأمير ميبصش لورا / ظمئآن والكأس في يديه والحب والفن والجمال/ عادي كل الناس بتبص لورا/ آه في حب وشوق وحنين وآهات وعيون تسهر ماتنام ياسلام ياسلام/ لو مكنش عندي أي انتماء ولا امتنان لأي حاجة كنت هبقى مبسوطة/ الفقي بيقول حاصر نفسك بالفكرة المشكلة ان الفكرة هي اللي محاصراني ومش عارفة أهرب منها/ فتحت مجلة بالصدفة وفتحت قصة بالصدفة لقيتها شبه قصتنا/قفلت المجلة فتحت المدونة بتاعت صحبتي لقيتها كاتبة بوست عنك/قفلت المدونة وقلت مش هقرا حاجة فتحت اليوتيوب ولقيتني بسمع الاغنية اللي انت بعتهالي/ غداً ستحلو الحياه بس غداً مبيجيش/ أنا عمري ماشربت مخدرات ولا أخدت منوم لكن بدأت أفكر في الموضوع/ وصفة سهلة للنسيان متحاولش تنسى/ على فكرة الحكاوي اللي مبتخلصش هيجي عليها وقت وتخلص/ أنا بطلت الأفلام الهندي بس مش عارفة أعمل ايه في أفلام الكرتون/ بيل والوحش بيفكرني بيك بس انا مش عارفة انت مين فيهم جاستوف ولا الأمير المسحور/ على فكرة انا محتاجة أخرج من البيت جداً بس خايفة أقابلك بالصدفة في الشارع/ أنا عاوزة شيء واحد في الوجود مبيكدبش زي المراية/ مفيش أسوأ من إنك تحبس نفسك في أفكارك/ تصدق المراية كمان طلعت بتكدب/ انت ليه مش مصدقني؟/ أنا حاسة من كتر الوجع اني مش قادرة أحرك ايدي/ الدكتور قال ان ممكن يجيلي هارت أتاك في اي وقت واني المفروض أبعد عن المصايب والبلاوي/ على فكرة انا لوحدي مصيبة بس هو ميعرفش/ الاحتمالات كتير وأنا لازم أقطع الشك بالسكين/ على فكرة مش كله بيروح في الغسيل وبعدين مفيش مسحوق لغسيل القلب/ انا جربت مساحبق كتيرة بس مفيش حاجة بتنفع/ على فكرة لما قلتلك هيجي وقت مش هنلاقي كلام انا كنت عارفة ان الوقت ده هيجي/ مش لما تقولي متخافيش أنا مش هخاف او لما تقولي متزعليش أنا مش هزعل او لما تقولي أنسي اللي حصل أنا هنسى/ ايه علاقة اني ابقى مخنوقة قوم اتعب قوم مقدرش أعمل حاجة او أتخانق مع اخواتي من غير سبب/ على فكرة في حاجات كتير أنا مش فاهماها ومش عاوزة أفهمها/ 

عن الاحلام

ينساب الكلام من رأس مثقل بالهموم

ألقي الهموم في مكان ما... أفكر في نكته جديدة أضحك عليها... أهرب من فشلي القديم... أمحو كل ذاكرتي عن الماضي.... أخفي الدفاتر في مكان يصعب الوصول إليه... أعرف أنني في وقت ما سأبحث عنهم في كل مكان وسأجدهم لأستعيد الذكرايات وأبكي.... لايؤلم الانسان أي شيء أكثر من أن يتذكر انه كان سعيداً في وقت ما...... لا يؤلمني أكثر من الأحلام التي لا تكتمل... لذا أتعمد اخفائهم في مكان ما...
أقول أن العثور على مذكراتي يشبه العثور على الصندوق الأسود لحطام طائرة... أريد القول بأنني أصبحت مجرد حطام لطائرة... لايضايقني شيء أكثر من فكرة التعايش مع هذه الحُطام...
يلوح لي في الأفق حلم جديد.... أشيح عنه بوجهي... يذكرني بكل الأحلام القديمة.... اعطيه ظهري وأسير كما أنا... يركض خلفي... يصيح انتظري... يغريني كصغير يتوسل أمه أن تأخذها معه الى السوق... أقول له أن ظهري لم يعد قادراً على حمله... أقول له دعني وشأني... في النهاية أستسلم له... أحمله بين يدي... يصبح من الصعب التخلص منه... ينهال علينا القصف الأمني... أركض من جانب لآخر... أحاول أن أنجو بحياتي فقط... أشعر أنه يثقل عليّ... لا أستطيع التخلص منه في هذه اللحظة قد أصبح جزءاً مني.... أطبق عليه ذراعي بكل قوة..... لامجال لأن يهرب مني أو اهرب منه... إما نموت معاً أو نعيش معاً.

الخميس، 20 فبراير 2014

الأيقونة الخضراء

التدوينة مستوحاه من قصة "تحت وطء الخفقان" للكاتب يحيى صديق

ماذا ستفعلين لو فتحتي النافذة ذات يوم ولم تجدي تلك الأيقونة الخضراء التي أعتدي على رؤيتها... حينها يمكن أن تتوقعي مالذي حدث في هذا العالم المدجج بالسلاح.. تذكري تلك الأيام الثلاثة التي لم تضيء فيهم هذه الأيقونة الخضراء المحببة إلى قلبي... لقد كنت أبحث عنكِ في كل مكان.. تجولت الشوراع لألقاكي صدفة .. لكن هل أعرف اسمك.. هل أعرف شكلك... لا أعرف منكِ سوى روحك.
ـ دعينا نلتقي في العالم الفسيح.
ـ العالم هنا أرحب.
لا يمكنني أن أتخيل كيف سيمر يوم دون أن أتخذ مكاني أمام هذا الجهاز الملعون وأكتب إليكِ...

"أقول قصيدة جديدة؟" ..." لا يُمكنك أن تهزمني في لعبة الشطرنج"... " لا أحب هذا العالم الرحب قدرما أحب هذا الجهاز الملعون"... "كلماتنا شاخت".... "لنستل سكيناً ونقتل الوقت"... " 7 ساعات ونصف.. كنت أحسبنا لم نتجاوز الربع ساعة".

ـ لا أسميكِ حبيبتي رغم أني أحبك جداً.
ـ لماذا لا نُسمي الأشياء باسمها الحقيقي.
ـ ماذا سنفعل بهذا الحب؟؟
ـ نبقيه في صدورنا.
ـ نلتقي؟؟
ـ أحب أن أحتفظ بالصورة التي في خيالي.
ـ وما أدراكِ أن الصورة الحقيقية ليست أجمل؟
ـ هذا ما اخشاه.
أعرف أنني أجمل بكثير في العالم الموازي.. أكثر لباقة... أكثر تحضراَ ...أكثر ثقافة .. أكثر وعياً وأعمق فكراً ... وأرحب صدراً.... وأهدأ أخلاقاً.. ومن قال أنني في الحقيقة لن أكون نفس الشخص... على أي حال أنا معها أشعر أنني على طبيعتي وانها الوحيدة من بين جميع البشر في العالم التي تفهمني.

ـ لا بد وأنك  توأمي ...
ـ نفسان انقسما من ذات الروح...
ـ ما احتمالات أن يخلق الله شخصاً يشبهك إلى هذا الحد..
ـ كنت احسب أنني نسخة وحيدة من طائر مسكين مهدد بالانقراض...
ـ ما أصعب أن تكون الأخير من جنسك..
ـ لنحلق معاً... لننشئ سربنا الخاص..
ـ لكنا لسنا طيور..
ـ ليتنا كنا يا صغيرتي... على الأقل ليست لديهم تعقيدات البشر... لم نسمع عن طائر ترك حبيبته لأنه  لا يملك القش الكافي لبناء عش..
ـ ههههههههه يا عزيزي ... لسنا طيور
ـ أعرف أننا لسنا طيور .. لماذا  دائماً تخبرينني بالحقائق؟؟
ـ كان إيكاروس يحلم مثلنا تماماً بالحرية... طار بعيداً جداً.. وكان سعيداً جداً.. اعتقد أنه يستطيع لمس الشمس بيديه... كان إيكاروس يحلم مثلنا تماماً.... يحب الشمس مثلنا تماماً.... يحب الحرية مثلنا تماماً.. تعرف ما الذي حدث لايكاروس؟؟
ـ دعينا لا نثبت أجنحتنا بالشمع كما فعل ايكاروس.
ـ دعنا لا نقترب من الشمس كما فعل ايكاروس.
ـ نحلق في خيالاتنا
ـ إلى أين؟؟
ـ مكان لم تطأه قدم الإنسان.
ـ نبني بيتاً فوق سحابة.
ـ نثبت قمراً في سقف الصالة.
ـ نقرأ شعراً طول اليوم.
ـ نحكي قصصاً لأسراب الأوز المهاجرة.
ـ نروض عاصفة صغيرة.
ـ نقذف بعض الورد على الأرض
:D
ـ ههههههههه... ماذا نصنع بالاحلام؟؟
ـ نسعد.
ـ وماذا إذا اشتد البرد.. تدفيئنا؟؟
ـ ممكن.
ـ ماذا اذا اشتد الفقر.. أتطعمنا؟؟
ـ هذا أيضاً جائز.
ـ كم تعجبني كلماتك... لكنها كلمات لا تصنع شيئاً.
ـ ماذا نملك غير الكلمات؟
ـ لا شيء... هذا أيضاً ما أخشاه.

الاثنين، 17 فبراير 2014

لا أريد حماقة جديدة

سأفرح أخيراً أنني شُفيت...

شُفيت تماماً من الوجع الذي ينتابني أحياناً... شفيت من لفظ اسمك عن طريق الخطأ.... شفيت من إدماني المفرط للكتابة "فيك" و"عنك"... .. كنت اعتبرك الحالة الملائمة للكتابة... بل كنت أعتبرك الحالة الأمثل... كان يعجبني ذلك المجون... ذلك التخبط بين زوايا رأسي... تحبني.. تكرهني.. تحبني.. تكرهني.. أحبك... أكرهك.. أكرهك .. أكرهك... أكرهك... أحبك.... شفيت من هذا التخبط... "لا أحبك.. لا أكرهك.. قلبي مليء بما يعنيك".

لم تنفع وصفة الطبيب... "ابتعدي عن المنبهات وتناولي الدواء بانتظام".... أثمة دواء يشفي علات القلب؟؟

لم تنفع وصفتك أنت شخصياً.. "أبحثي عن حبيب غيري"... تعرف أنني أريد هذا بشده.... لكن لا أريد أن أُجرب حماقة جديدة..... لا أريد أن أجرب الحب مرة أخرى..... مرة واحدة تكفي... أعتقد انني عشته بكل معانيه.. كل تجربة جديدة لن تكون إلا تكرار سمج للتجربة القديمة.... نسمع اغاني أم كلثوم..  نقرأ شعر عنترة وقيس... نحكي قصة عفراء وعروة... نتحدث طويلاً عن آفات المجتمع... ندخل في نقاش فلسفي بحت حول حقيقة وجود الأشياء.... نمل من الثرثرة عن الماركسية والاشتراكية والرأس مالية.... لا تعود حوراتنا عن صلاح الدين مسلية... نقرر أن نلعب لعبة الكلمات.. أو لعبة الشعر.. أولعبة الشطرنج... أو  لعلنا سنخترع لعبة جديدة.... سنذهب معاً إلى مكتبة ألف.. ربما مكتبة الديوان... ربما ساقية عبدالمنعم الصاوي... سنذهب معاً إلى مكان ما.... نغرق في الحديث عن المستقبل حتى أخمص أقدامنا.... نتناول وجبة سريعة مع شخص ثالث جاء ليمثل دوراً ما في القصة.... يرهقك الحديث عن المستقبل.... ترهقنا الأحلام التي لا تكتمل... نقرر في وقت ما أن هذا الحلم نفسه لا ينبغي أن يكتمل... وأنه مجدداً.... "شكراً على الوقت الجميل اللي قضيناه مع بعض".....

أليست هذه هي قصص الحب؟؟ لا أريد منك اجابة.... انا أعرف.... أنا قرأت كل قصص المنفلوطي... كلها تنتهي بفقد وألم... ألم وفراق... عذاب وموت....

لا أريد من الحب سوى الكلمات التي أكتبها... وأخيرا شفيت من ادماني للكتابة... لا أريد من الحُب أي شيء..... ولا أريد قطعاً.. هذا "الوقت الجميل الذي قضيناه معاً"...

الأربعاء، 12 فبراير 2014

هذا الغد لن يأتي أبدا


أعرف أنهم الأمل , أنهم الفجر الباسم و الغد المشرق أعرف أنهم هم شريان الحياة ونبض الأمة وقلب المجتمع وصناع المستقبل. أطفال صغار لكن يحملون بداخلهم نفوساً كبيرة. رجالٌ أوفياء قادرين على حمل اللواء ورفعه إلى أعلى مكان في نفوسهم.
أخبرتهم عما نحن فيه من سوء, وحملتهم الرسالة على صغر سنهم. حدثتهم عن كل الأوضاع الحسنة والسيئة. أخبرتهم أن البلاد في أمس الحاجة إليهم وشجعتهم على العمل والإخلاص. وفي نهاية الصف سألتهم: ماذا ستعملون في المستقبل؟؟
قام رجل من هؤلاء الأبطال الصغار وقال لي : يا مُعلمة! إننا لا نعيش في المستقبل بل إننا نعيش اليوم.
ـ نعم يا عزيزي. لكنكم اليوم طلاباً وغداً ستعملون شيء آخر.
ـ كيف يا معلمتي؟ فكلما أتي " الغد " أسميناه " اليوم "...... فمتى سيأتي هذا الغد؟!
قام آخر وقال: يقصد يا معلمتي أننا نعمل منذ اليوم.
وقامت فتاة حلوة المظهر طيبة اللسان وقالت: نعم يا معلمتي, فقد أخبرت والدي أنني أريد أن أصبح باحثة فقال لي "عندما تكبرين سيصبح لديك معمل كبير وتجرين فيه التجارب" لكني لا أحب الانتظار؛ حولت غرفتي إلى معمل صغير أجري به التجارب.
ـ وأنا طلبت من والدي أن يفتح لي متجراً حتى أصبح من أكبر رجال الأعمال وأمول مشاريعها وأبحاثها.
ـ ونحن نحب الصحافة والكتابة وقمنا بإنشاء مجلة خاصة بنا وسنكتب عن إنجازاتها واختراعاتها وننشر أبحاثها وكتبها.
ـ وأنا فنان منذ الآن وقد حولت غرفتي إلى معرض للوحاتي وتحفي الفنية.
ـ وأنا لا أدع الحق ولا أترك المظولم وأحفظ كل القوانين فأنا محامٍ جيد.
ـ أما أنا فأعلم الكبار والصغار والأميين فقد أصبحت معلمة مثلك أنت يا معلمتي.
ـ نعم يا معلمتي فلماذا ننتظر وقد أخبرتنا أن البلاد بأمس الحاجة إلينا فلو انتظرنا لازداد السوء سوءً وما قدرنا أبداً على تغييره.
ـ نعم , وهل علمتي أننا لا نعيش إلا اليوم ! أما الأمس والغد فلن يأتيا أبداً!!

" آه  يا طلابي !! هل حملتكم أكثر مما تستطيعون؟؟ أم أنكم تستطيعون حمل أكثر مما ظننت؟"

الأربعاء، 5 فبراير 2014

Disconnected

ـ كيفك ؟
ـ أي والله منيحة.. احكيلي انت كيفك بالبلاد البعيدة؟
ـ هههههههههه لك يا حبيبتي منا بعيدة.. أنا بمصر مو بالهند
:P
ـ أي محل بتروح عليه وما بقدر شوفك بيكون بعيد :(
ـ لك بدل ما تبكي طيب افتحي الويب كام تبعتك خليني شوفك وأنا بفتح تبعتي.
ـ هههههههههه .. لا مابيصير.
ـ شو ياللي ما بيصير؟؟
ـ مابفتح الكاميرا تبعي.
ـ طيب يعني أنا كيف بدي شوفك؟...
ـ لا.. ما فيك تشوفني.
ـ اتدللي كمان اتدللي.. تقبريني... تلاقيكي بس من دون تواليت... شو فيه يعني.. والله عمحبك من دون تواليت
ـ هههههههههههههههههه
ـ واذا تحمصتي بالفرن بضل بحبك.... يلا بقى ما تعذبيني معك
ـ طيب طيب.... بشغلها هلأ.. بس تذكر انت يلي طلبت.
ـ أي.. شوفي على شو تجرأت يعني!! طلبت شوف عيون حبيبتي
ـ طب شوف هلا شغلتها.
ـ ههههههههههههههههههههههههههههههه... هههههههههههههههههه....هههههههههه
ـ بطل بقى
ـ هههههههههه ما حكيت من قبل اني بحبك ولو صرتي عبد اسود
ـ لا ما حكيت
ـ ليش ما حكيتي انو الكهربا قطعت عنكو.. ما في شمع بالبيت؟؟
ـ لافي شمع ببيتنا ولا ببيت الجيران ولا بالبلد كلها.
ـ هذا وقد صرح مسؤول كبير عن وجود أزمة شمع .. إضافة إلى أزمة الطاقة
ـ تيرا تيرن تن تااا
ـ تقبرني هاي العتمة .. تقبرني هالعيون السود
:P
ـ سود؟؟ لكان آخر مرة شفتن بتذكر كانو خضر أو شيء متل هيك
:P
ـ شو أخبارك بالكلية تبعك؟
ـ لكان بدك ندرس بعدما قصف الكلب بشار الكلية... مابقي شي ينفع منها... صرات خرابة كبيرة... ما في كلية.. ما في دراسة.. ما في كهربا.. ما في شمع.. مابقى شي بها البلد الملعونة.
ـ منا ملعونة.. ما تقولي هيك... اصبري حبيبتي.... بعدين ربك بيفرجها.
ـ لكن ربك ماعمل شيء لهلا شو بدو يعمل بعدين
ـ بس بس اسكتي, ما تقولي هيك.. ما تخلي اليأس يتسرب لقلبك.. ربنا كبير وعادل وما بيرضى بالظلم أبداً.. ادعي ربنا انو ما يكون  ها البلد "حق عليها العذاب".. ادعي انو ما ياخدنا بذنوبنا.
ـ استغفر الله العظيم.. الله يحرقك يا بشار الكلب كفّرتنا.
ـ آمين.. احكيلي بقى شو..
ـ لالا احكيلي انت
ـ شو بحكي؟؟
ـ كيفك بمصر.. شو عامل مع المصريين والمصريات ؛)
ـ شو بحكيلك يعني.. بتعرفي.. الغريب بيضل غريب... شكلو غريب لونو غريب اسمو غريب لكنتو غربية... وأنا هلا غريب .. بطلّع بكل شي حواليا.. ما في شي بعرفو.. ما في شي مألوف.. ما في شي معتاد.. كل شي غريب عني.. حتى الناس.. المصريين هون ما بيفهو عليّ.. ما بيعرفو شي عنا لا بالسياسة ولا بالدراما.. ما في شي عم يخفف هاي الغربة إلا رفائي السوريين.. معهم بحس حالي بسوريا عنجد
ـ نحنا كمان أغراب هون.. ماضل شي من اللي كنا عم نعرفه.. مابقي سوريا اللي أخدتها معاك.. اذا بترجع ما رح تلاقيها.. على الأقل انت بغربة ببلد غريب.. نحنا هون أغراب ببلد بنسميه الوطن.... نحنا مو بس أغراب .. نحنا كفار بيجوز فينا القتل.
ـ طيب خلص.. لحسن بعدين ببكي
:P
ـ انت هيك ؟ ما بتاخد شي جد أبداً
ـ باخدها جد بموت منوكد.. هيك أحسن.. الحياة أصلاً مزحة.. مزحة كبيرة لازمن... نضحك عليها... قولي ملهاة.. مسرح كوميدي.. مهزلة... مسخرة.. مو أكتر.
ـ خلي المزح والضحك لحد غيرنا.. حد ما عندو مشاكل.. او على القل يعني ما بيموت كل يوم.
ـ يعني الضحك كتير علينا لحتى نتركو لغيرنا؟
ـ لا.. بس..
ـ بلا بسبسه...... يا الله شو اشتقتلك..  واشتقت لها الفلسفة تبعك.
ـ يعني أنا عمبتفسلف؟؟؟
ـ لك يا مخبلة سمعتي "فلسفة" وما سمعتي "اشتقت".. طيب اشتقت اشتقت اشتقت اشتقت... مبين اني رح موت شوقاً وانتي ما بتردي... يعني مو بيكفي اني ماني شايفك كمان ما بدي اسمعك..
ـ لالا استنى ما تموت هلأ.. يعني انت بتعرف..
ـ شو بعرف؟؟
ـ بتعرف كل شي من دون ما أحكي... بتعرف كل شيء بحكيه .. كل شي ما عم بحكيه.. كل شي بحبو كل شي بكرهو... كل شي انت بتعرفو.
ـ أي بعرف.. عم بتحبي المانجو وعم تكرهي الخوخ.. بعرف...
ـ لا يعني انك بتقصد..قصدي .. أنا يعني ياللي بقصد.. أنو انا.. أنو انت.. عم تعرف.. انو يعني أنا....
( انقطعت الكهرباء في مصر)
هو: الله يلعنكو شركة الكهرباااااااااااااا
هي: الله يلعنك يا بشااااااااااار

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

ادماني المفرط للأفلام

بسبب ادماني المفرط للأفلام... أكتشف أنني أدمنت الفُرجة على البشر في الشارع وبداخل المواصلات أيضاً... اتابع كل المواقف بشغف... أرمي ودني في الكنبة اللي ورايا عشان القط كلمة اعمل منها حوار... أسجل في دماغي الحوار الجدلي الرهيب بين الولية اللي بتأيد السيسي والشاب الربعاوي اللي ف هندسة بترول... أمتنع عن المُشاركة.. أتفرج فقط ... يتدخل كل الركاب في الحوار... أكتشف أن صاحبنا المهندس هو الربعاوي الوحيد في مواجهة جيش من السيساوية.... أخيراً ينضم السائق الى الجبهة الربعاوية... يسأم الركاب من الحديث.. يطلبو من السائق أن يشغل الكاسيت... تنطلق تتشل الأيادي من كاسيت العربية بصوت خافت خجول خوفاً من غربان المرور.... تزداد حالة الهرج والمرج في الباص... تنطلق تسلم الأيادي بصوت مزعج من تليفون ما في الصفوف الأولى.... نكتشف أن والد هذا الشاب يجلس في مكان ما خلفي مباشرة... يحاول الرجل السيطرة على حماس ابنه.... يقول الشاب أنا أخويا مات.. النهاية أصفق للشاب قائلة "ممكن تمضيلي ع الأوتوجراف لو سمحت"... ينظر إليّ بتعجب.. 

الاثنين، 3 فبراير 2014

سُك ع الأحلام يابني

ليلة امبارح مجانيش نوم
الأغنية تقول " الحالة تعبانة يا
 ليليى خطبة مفيش "
وأنا أقول " مافي فلوس  مافي خطبة مافي جواز ما في أحلام ما في شيء"

ـ مالك يا بالوعة الاحباط؟؟؟
ـ اتلم ياد.
ـ في ايه يا بنت؟
ـ قالك كورس المايا بـ 7000 جنيه... وأنا اللي قولت ع الماكس أبو 700 انه غالي.. آه يانا ياما.. ضاع حلم أفلام الكرتون.. ضاع في الوبا :(
ـ :\
ـ هو انت كده الواحد مياخدش منك غير وشوش.. ماتتنيل تقول أي حاجة.
ـ ماقلتلك نقدم لجوء سياسي لتركيا انتي اللي مرضيتيش وعملتيلي فيها وطنية وثورية وبتاع وقعدتي تقولي نعمرها وننحت ونفحت وبتاع وأدينا بناخد على قفانا.
ـ بلاش لجوء سياسي دي ويبقى اسمنا لاجئين وهيقى شكلنا وحش قوي .. انا بقول نقدم طلبة هجرة لديزني لاند وأروح أشتغل عندهم بطوط
:D وانت تشتغل ميكي ماوس .
ـ بطلي هزار طيب.. هتعملي ايه في الكورس ده؟
ـ هقدم على قرض من البنك وأفتح البوتيك اللي طول عمري بحلم بيه
:D .
ـ بتهزري !!
ـ طيب أعمل ايه؟؟ أجيب الفلوس دي منين؟؟.. أقولك.. أنزل أشتغل مدرسة في المدرسة اللي جمبينا وأخد 200 جنيه في الشهر.. تفتكر ال7000 دول يتحوشو في كام شهر؟؟... 35 شهر.. 3 سنين وده باعتبار اني هحوش الفلوس كلها يعني وهبطل أشتري جذم.
ـ ده ينفع اللي بتقوليه ده؟؟ والنبي ماينفع.
ـ بقولك طيب.. احنا مش كنا عاوزين نعمل مشروع مركز تعليمي وكده وننهض بالمجتمع والأطفال والكلام دهون.. بص سيبك من الهبل ده.. احنا نفتحلهم سيبر نت باللابات بتاعتنا والساعة ب2 جنيه انا شيفت وانت شيفت
:D  12 ساعة في اليوم.. 1440 جنيه في الشهر.. أول 4 شهور نجيب بتمنهم كومبيوترات جديدة :D  بقى معانا كام جهاز دلوقتي؟
ـ باعتبار ان اللابات هتفضل سليمة يعني..  4 أجهزة.. يعني بالزبط 2880 جنيه في الشهر.
ـ وشيل منهم بقى 400 جنيه كهربا و500 جنيه ايجار
ـ 1980 جنيه
:D
ـ شيل ال80 جنيه دول هجيب بيهم سندوتشات :D يبقى 4 شهور وآخد الكورس..
ـ انتي بتتكلمي جد هتشتغلي في سيبر؟؟؟
ـ  لا اشتغل انت لوحدك وهات الفلوس
:D اعمل ايه طيب .. أخلص الكلية .. وأشتغل رسام أوتوكاد.. وأقبض ألف ونص في الشهر .. أحوش الأف وأصرف النص :D  وأخد الكورس بعد 7 شهور ..
ـ 3 سنين وسبع شهور عشان تاخدي كورس تنزلي بعديه تتدربي سنة ع الأقل عشان تبدأي تشتغلي في الحاجة اللي انتي حاباها.. اللى الله المشتكى :\
ـ وبعدين؟؟
ـ طيب أقولك أحسن.. سيبك من حوار الكرتون ده وركزي في الكتابة والاذاعة انتي عندك موهبة حلوة في الاتنين ومش محتاجة كورسات ولا بتاع وتقدري تشتغلي في الموضوع ده من دلوقتي لو حبيتي..
ـ أشتغل في ايه؟ انت شفت مستوى الكتب دلوقتي عامل ازاي.. أنا لو نزلت الحاجات اللي بكتبها دي محدش هيشتريها وهتتلم من السوق.. وطبعا عارف ان صاحب الكتاب الخسران بيدفع تكلفة الطبع كلها لدار النشر واللي هتكون أكيد أكتر من ال7000 جنيه دول... أو النظام الجديد تكلفة الطبع عليك والتوزيع عليك.. تدفع 50 ألف جنيه وتوصلك 5000 نسخة تنزل تشحت بيهم في سور ألازبكية.
ـ انتي اصلا فقر.. كأبتيني
ـ ياعم اتلهي.. مهو احنا في بلد مش ماشي فيها غير الاسفاف وقلة الأدب.. يعني لو كنت بكتب حاجات قذرة زي أحمد مراد كان زماني موزعة ملايين النسخ وبقيت تاني أشهر شخصية في مصر.. ولا لو كنت بعرف أطبل زي بتوع التليفزيون ولا بعرف أسف زي باسم يوسف ولا بعرف أكتب شعر في مدح الحكومة كان زماني عرفت أوصل لحاجة.. وبعدين احنا في زمن كل حاجة بفلوس.. حتى لو بس عاوزة أتخرج مهندسة وأشتغل بشهادتي دي لازم أخدلي بتاع 20 كورس وأصرفلي كام ألف عشان خاطر أم الشهادة اللي في الآخر هروح أشتغل بيها رسام أوتوكاد :(... دي شغلانة مش جايبة همها.
ـ ماله بقى اللجوء السياسي؟؟ والنعمة ماليه؟؟ زي الفل.
ـ ايدي على كتفك
:D  هات حق تذكرة الطيارة :D
ـ امشي يا بت من هنا.
ـ هههههههههههه بقولك ايه .. سيبك من وجع القلب ده... قلتلي دراع البلايستيشن بكام.

الأربعاء، 29 يناير 2014

القوقعة

لا أدري كم عدد الرجال الذين على المرأة أن تخشاهم...

بالنسبة إليّ ... رجلٌ واحدٌ هو الأمان.... رجل واحد فقط..... وعليها أن تخشى من الآخرين... كلهم.... ولا أدري كم عددهم... واحد فقط... ليس عليّ أن أخشاه.... وهو الوحيد الذي كنت أخشاه.... لأنني حينها لم أفهم.

نفهم بعد فوات الأوان هذه هي عادتنا نحن البشر....
كنت أظن أنني تقوقعت وحبست نفسي بداخل نفسي بإرادتي.... كنت أخدعني وأخدرني بوهم كهذا... كي أرضى به.... ليس لأرضى وحسب... بل لأسعد به أيضاً.... لكن هذا العالم القاسي ... أثبت وبجدارة أنه لا مكان للمرأة سوى.... نفسها.
واذا أعيياها أحتوائها... ووجدت أنها أكبر من أن تحتضن نفسها... عليها فقط... أن تلفظ أنفاسها... وتلقي بروحها الخائرة المتعبة... خارج الزمن... خارج الأرض.. خارج الحياة.

نتأخر فقط في الفهم... انها ليست الاعاقة... إنه الأمل... ذلك الوغد الكاذب الذي يخدعنا مرة بعد مرة ولا نتوقف أبداً عن الانخداع به وتصديقة وكأننا ألفنا... بل عشقنا.... أن نبقى موهومين مخدرين مخدوعين... وأيضاً سعداء.

الأصل في الحياة اليأس... والأصل هو الموت...لا الحياة... الموت وحده أبقى من الحياة... الغياب أبقى من الحضور... يبقى الميت غائباً... لمدة تزيد عن عمره لملايين السنين... لعمرٍ آخر.... ستعيشه الأرض بدونه.... وسأعيشه أنا... أتجرع الآلام والسقطات واللعنات والتعاسات واحدة تلو الأخرى.. كل واحدة أشد من سابقتها.

كنت أعتقد أن الفقد هو ابتسامة ضائعة... حنين لذكرى لن تعود... رؤية في المنام.... كسر كل أنماط الحياة المعتادة.... وكنت أظن أيضاً أن النمط المكسور سيتحول بدورة إلى نمطٍ معتاد.... لكن النمط المكسور ظل يتكسر كل يوم... وتتكسر كسورة أكثر... وكل كسر يترك في النفس شرخاً كبيراً حتى آلت الشروخ إلى جروح دامية... لا علاج لها... ولا سبيل لوقف النزف.... حتى أكتشفت تدريجياً ... أنني... لم أفقد شخصاً..... غير نفسي.

هذا فقط يفسر بحثي لذاتي في كل الأماكن... في كل الأشياء... في كل الوجوه والمرايا.. في كل الأحياء .. لم أعرف أن ذاتي ... مع الأموات.

الأمل مجدداً: ليس حقي.

"أنا لا أعيش كمن كُسرت ساقه.. فكسر النفس أمرٌ مختلف".... هذه الجملة تتخذ معانٍ أعمق وتتجسد حقيقة أمام عيني كل يوم... كل يوم أفقد حقاً من حقوقي... أفقد حقي في اكتساب خبرة.. أفقد حقي في التعامل مع البشر... أخسر حقي في التعرف إلى أماكن جديدة... أخسر حقي في العمل .... أخسر حقي في المرض... أخسر حقي حتى في الحب.

كنت أعرف أني لا أعيش كالبشر.. لم أكن أعرف أن الحياة تُسلب مني جهاراً... يا أنت.. يا ذا الأنت في كل "أنت"... ياهو في كل "الضمائر الغائبة" ... يا قاتلي... ابتهج... ليس وحدك قاتلي... فالعالم كله يقتلني... العالم كله يمارس حقه المشروع في قتلي.

أنا لا شيء... أنا اللا شيئية المنعدمة... أنا سراب ووهم أكبر من الحقيقة..... ذاك اليوم.... لماذا؟؟ لما قلت ما قلته؟؟؟ لما جعلتني أنقم على حياتي وعلى سجني الأبدي..... أنا الركينة القابعة في ركن من أركان الحياة في ركن من أركان البيت في ركن من أركان الغرفة في ركن من أركان نفسي... لماذا طرقت الباب حينها ودخلت؟؟ لماذا صفعتني بحقيقة كنت أخفيها عن كل البشر وحتى عن نفسي.... أنا لم أتقوقع بإرادتي... لم أختار ألا تكون لدي حياة.. .. ليست شرنقة نسجتها حول نفسي احتماءً منكم ومن كل الذين خدعوني وأحبوني يوماً... إنها القضبان... إنه السجن... السجن الذي قُدر عليّ... لأنني فقط "إمرأة" ... هي تلك الكلمة السخيفة التي تحملها بطاقة هويتي أينما ذهبت.... هي كل صفات الحمق والضعف والطيبة والسذاجة والاحتمال والخوف.... المرأة... ذاك المخلوق الذي حُكم عليه بالإعدام من كل رجل...... ذلك المخلوق الذي لن يستطيع العيش أبداً في مجتمع يحكمه غير الشرفاء.

هل سأحلم مجدداً؟؟... لقد حلمت من قبل... وسعيت بكل ما فيّ إلى تحقيق أحلامي... ثم ماذا حدث.... لاشيء... نفس ال"لاشيء" تحدث في كل شيء...ومن ثم  أحلم؟؟... لا ليس مجدداً.

الأربعاء، 22 يناير 2014

يارب أمددني على عمري بعمرين

تلك الارتعاشة الباردة.. الاحساس فجأة بأنك تجمدت... الصدمة اللحظية التي تحدث عندما تتلقى أول رصاصة في ظهرك... تحدث الصدمة مفاجأة تماماً لأنك لم ترا الطلقة وهي آتية إليك... الشعور بسخونة الدم المنسال من ظهرك... قبضة القلب .... الاغماءة الشديدة ... فقدان الاحساس بالجرح... شعورك بأن روحك قد انفصلت تماماً عن جسمك وبأن مايدور حولك الآن يشبه مجرد الحلم.... جربت هذا الاحساس؟؟
أنا عشته .. بكل معانيه... بكل تفاصيله.. لكن في أحلامي... أقصد الكوابيس... أخاف من أحلامي لأنها تتحقق... أغلبها يتحقق.... أنا تلقيت رصاصة في ظهري... لماذا في ظهري وليس في صدري؟؟... لأنني جبانة... أعترف... أنا جبانة... أنا أخاف من الموت... أخاف من الحساب.. أعرف أنني مُقصرة... ينتابني خوف بشري عادي بأن الله لا يرضى عني... أخاف أن أموت الآن... أريد فرصة أخرى لأعيش كما ينبغي... لأكون أكثر براً بوالدي... أكثر التزاماً بأداء الطاعات ... فرصة أخرى أكون فيها أكثر اعماراً للأرض.. أكثر خيراً ونفعاً للبشرية.... لا أريد أن أموت الآن... لم أتب بعد عن بعض الذنوب..
يزعجني أن أعرف أنني جبانة... وأنني سأتلقى الرصاصة في ظهري وليس في صدري... يزعجني أنني سأركض... وأنني لن أكون مبتسمة كالشهداء الذين أرى صورهم... يزعجني أنني عندما أموت لن يذكر أي شخص أنني كنت انسانة لا تستحقها الحياة فآثرها الله عنده...
احياناً تطمئني فكرة أن الله يمد للظالمين والعُصاه في أعمارهم حتى يتوبو... تريحني هذه الفكرة... "أنا مش هموت دلوقتي.. ربنا هيدني فرصة تاني"... لا أحد يعرف متى ستنتهي فرصته... ربما أموت في حادثة... ربما أموت هكذا .. استيقظ من النوم لأكتشف أنني لن أستيقظ منه أبداً... .

في الماضي.. عندما كنت أقرب الى الله وكنت أحافظ على السنن والفروض.. كنت أعتقد أن هذا هو أنسب وقت للموت ... كنت أعامل كل يوم كما لو كان آخر يوم في حياتي.... كنت أضع رأسي على الوسادة وأقرأ القرآن...  أقول "ربي ان قبضت روحي فأرحمها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " دون أن تزعجني فكرة الموت... أو تخيفني حوادث الطريق... .
كنت أتمنى الشهادة .. ككل الذين تمنوها يوماً... لكنني الآن أتمنى النصر أكثر من الشهادة... أريد أن يمد الله في عمري حتى أنصره وينصرني "إن تنصرو الله ينصركم ويثبت أقدامكم"...

"يارب أمددني على عمري بعمرين"...
يارب لا أطمح إلا في المزيد من كرمك... والمزيد حلمك .. والمزيد من الوقت.... أعرف أن كل يوم هو فرصة جديدة... وأعرف أنني أضيع الفُرص... يارب لا أريد سوى المزيد من الفُرص.

الأحد، 19 يناير 2014

ولسا

ولسا بفوق وأسرح في نفس الوقت
أنام وأصحى في نفس الوقت
أموت وأحيا في نفس الوقت
ولسا الوقت بيعاند ويديني 100 أسفين
ولسا عيوني متخاصمين
ومتخانقين
عشان دمعة
ولسا الدمعة على خدي
وبتعاند عشان ترجع
ولسا البسمة في قلبي
وبتعافر عشان تطلع

ولسا بقول على نفسي
بدوس الماضي وبعدي
على الحاضر إلى الآتي
ولسا الوقت بيعدي
وأنا لسا معدتش

وأقول بكرة أكيد أحلى
أكيد بكرة هيجي في يوم
لكني في يوم
صحيت من النوم
لقيت بكرة.. بقى امبارح!!

الاثنين، 6 يناير 2014

الحفرة

لا أعرف لماذا عندما يقع شخص في الحب يقولون أنه "وقع" ... أعتقد ان الحب نوع من أنواع الحفر أو البلاعات التي تملأ الشوارع... لهذا تصورت سيناريو محدد عن طريقة الوقوع في مثل هذه الحفره.
 نمشي سوياً في الطريق إلى لا شيء... لا يوجد أي أهداف في هذا الطريق سوى أن أكون معك وتكون معي... نسير طويلاً مشبكين أيادينا في سعادة تامة ومرح... في وقت ماً .. نصل إلى شيء ما... لا نعرف ما هو تحديداً... نقترب أكثر... أعرف انا بذكائي الخارق أن هذه حفرة... وأننا لو أكملنا الطريق سنقع حتماً في هذه الحفرة... أتمنى وبشده الوقوع في هذه الحفرة... أعرف أننا لو وقعنا سنكون أكثر سعادة... سنمضي وقت أطول معاً... ربما كلانا يتمنى الوقوع في هذه الحفرة بالذات... لكنني أجد نفسي أكثر نباهة منك... أعلم تماماً أنك ترى الحفرة مثلي... لكني أشك في قواك العقلية وفي مدى ادراكك لخطورة الوقوع في هذه الحفرة.... أقف على الحافة والتفت إليك... أقول " على فكرة قدامنا حفرة هنقع فيها" اجد تعبيرات وجهك تقول" ليه قلتيلي ليه قلتيلي"... هنا يوجد فقط عدد قليل جداً من الاحتمالات:

الاحتمال الأول: أن نفصل أيدينا عن بعضها ونترك بعضنا لفترة نلتفت فيها حول الحفرة... لا نعرف متى ستنهي الحفرة... يبدو الالتفاف حولها صعب.. لكنه يعني في النهاية أننا سنفترق... ربما نتوه ولا نستطيع ايجاد بعضنا مرة أخري... ربما أضيع أنا وحدي للأبد... ربما يسقط كل منا في حفرة أخرى بمفرده... لا أحب هذا الاحتمال.

الاحتمال الثاني: نحن ندرك خطورة الوقوع في هذه الحفرة ولا نريد أن نقع فيها... لا نريد حتى أن نتجاوزها... نشعر بالندم لأننا وصلنا إلى هذه الحفرة مبكراً.. نتمنى أن نعيد كل شيء إلى الوراء ونبدأ من البداية ونمشي بخطى بطيئة جداً ونحن واثقون أننا سنصل إلى نفس الحفرة لكننا فقط نريد أن نبقى وقت أطول مع بعضنا البعض... لكن حينما نعود للوراء لا نجد نقطة البداية مكانها... في النهاية سنفترق في مكان ما... لا أحب هذا الاحتمال.

الاحتمال الثالث: أنا أريد أن أقع في الحفرة...أنت لا تريد..... أنا أريدك أن تقع معي... أزج بك الى الحفرة ثم أقفز انا الأخرى... لكنك ستلومني وسألوم نفسي طوال الوقت على هذا.. في النهاية ستتمكن أنت من الخروج من الحفرة... وسأبقى أنا فيها بمفردي طوال الوقت.

الاحتمال الرابع: كلانا يعرف أنها حفرة... لكننا نتجاهل الأمر وحسب... نريد أن نحافظ على تشابك أيدينا... نستمر في المشي وحسب... نقع في الحفرة... ثم نخرج منها بعد قترة من الزمن... نتذكر الوقت الذي كنا أحمقين فيه لدرجة أننا وقعنا معاً في نفس الحفرة ونضحك
:D
أذكر انني عندما شرحت لك هذا الأمر ذات يوم قلت "أنا ممكن أزقك جوه الحفرة وأطلع أجري" ....

أنا لا أفضل أي من الاحتمالات الثلاثة... أريد حلاً سلمياً آخر.. أعرف أنك ربما لن تقدر عليه.... أريدك أن تساعدني على ردم هذه الحفرة... أعرف انه أمر شاق جداً وأصعب من مقدرتي ومقدرتك... أريد فقط ان نستغرق بعض الوقت في ردم هذه الحفرة سوياً.. ثم نشبك أيدينا مرة أخرى... نكمل في نفس الطريق.... .

الجمعة، 3 يناير 2014

ابن عمي والمخلفات النووية

لحظة هدوء... أريد أن أجد ذاك الخيط الضائع.... يعتقد اصدقائي أنني مثقفة... أخشى أن يكتشفوا الحقيقة..... أعتقد انا أنني كنت كذلك في وقت ما... كنت كذلك عندما كتبت "لو كان نيوتن عربياً"... كنت كذلك عندما ألفت أول كتاب... وعندما قررت نشر أول مجموعة قصصية ككتاب الكتروني ... كنت مثقفة وذكية عندما اتفقت مع كريم الشاذلي صاحب دار النشر... كنت حمقاء حينما اتصلت به لأطلب تأجيل المقابلة وها قد تأجلت إلى الأبد... كنت مليئة بالأمل والنشاط والحياة ولدي رغبة ملحة في تغيير العالم... لا أقول حلم... أقول رغبة تحركني... كنت كذلك عندما بدأت تأليف كتابي الثاني "لاتنتظر .. كن المُنتَظَر".... كنت أريد أن أصنع دولة مسلمة قوية راسية جذورها في أفكار الشباب.... كنت قد تعلمت من تجاربي السابقة عندما ذهبت بديواني لدار النشر.. كان الديوان أكثر بساطة من قضية الوحدة العربية التي تنفستها طوال سنين عمري... كنت قد بدأت أتنفس شيئاً آخر... أقول كانت أحلامي كبيرة .... أقول كان لدي أحلام.... تثقل الأحلام على كاهلي..... اصاب بالاحباط... أثقل أنا وأحلامي على أصدقائي فيتخلون عني... أتخلى انا عن أحلامي وأحتفظ بأصدقائي... أصبح أبسط مما كنت عليه... أصدقائي لا تعجبهم أحاديثي الدائمة عن الخطر الصهيوني المحدق... مُدرسة الصحافة لا يعجبها مقالي عن الأسلحة البيولوجية.... لجنة التحكيم في مسابقة الشعر لا تعجبهم قصيدتي عن المخلفات النووية  (:D ) .....أضحك من نفسي الآن... أي حماقة تلك التي جعلتني أكتب قصيدة عن المخلفات النووية 
في وقت ما أعرف أن هذا ليس مكان لأفكاري... لا أقرر تغيير المكان.. أقرر تغيير أفكاري... أجدني أنا نفسي تغيرت... لا اكتب قصيدة جديدة عن سقوط فلسطين وتخاذل العرب أو عن لذة الاكتشاف العلمي أو عن وأد البنات في المجتمع المعاصر ولا حتى عن المخلفات النووية... أكتب فقط عن (ابن عمي اللي بحبه ومش عارفة اقوله ازاي).... أفوز بجائزة عن هذه القصيدة... أعرف ان قضية (ابن عمي) أهم بكثير من قضية المخلفات النووية... أسعد كثيراً بالجائزة.... أكتب قصائد أكثر عن قضايا أكثر أهمية مثل (العريس الطويل اللي لسا مجاش) و (الأمير المستبد اللي قاعد على عرش قلبي ومش عارفه أخلعه)... أجدني أكتب مقالاً جديداً أستشهد فيه بكلمات من أغنية "نينة" لفيروز كراوية "ياريته يفهم.. حبيبي يفهم... إن القضية في الحب أبسط من لون عيونه" وأجد أن لون عيونه بالغ التعقيد لدرجة تستعصي عليها الكتابة... أقول لا مانع من التحليق على الأرض بعض الوقت....
 أكتشف ان فيه مشكلة أكبر بكتير من ضياع الهوية الفكرية وهي اني محلتش شيتات الخرسانة وممكن أسقط فيها... واني لما سرحت في المحاضرة وقعدت أفكر في فلسفة الوجود الدكتور قال حاجة مهمة وجت ف الامتحان ومعرفتش أحلها.
تصبح كل القضاية الوجودية تافهة عندما لا تكفي نقودي لشراء حقيبة جديدة للجامعة.... تصبح كل الأحلام تافهة عندما أقف ساعتين منتظرة اتوبيس 18 بشرطة.