اهتماماتي أصبحت
بسيطة جداً... آكل الحلويات في الصباح... في منتصف اليوم... في المساء.. في أي وقت
يمكنني أن آكل الحلويات.... أستيقظ من النوم فجأة لأني جائعة لدرجة أنني حلمت أني
"خطفت ورك الفرخة بتاع الراجل اللي كان بيتغدى عندنا وعملت سندوتش جبنة حطيت
فيه علبة الجبنة كلها"... سأستيقظ لأتأكد أن كيلو البسبوسة الذي اشتريته
اليوم لم ينتهي... أملأ الطبق بقطع البسبوسة.. دون أن أغسل وجهي أو يدي أجلس على
السرير وأتناول البسبوسة وأنا شاردة الذهن تماماً... أفكر لماذا لا أحب
"إينو"... أحاول استعادة الصفات الرائعة فيه... طيب, رومانسي,جدع
وطويل... أهم حاجة انه طويل.. "ده حتى كمان شبه بابا... جواجبه.. بقه..
مناخيره...لون بشرته... ياخرابي ده كله بابا".. أقول لأمي: تفتكري يا ماما
بابا كان متجوز واحدة تاني من وراكي وهيطلعلي أخوات ولاد؟؟ :D" ترد" ياشيخة
اتنيلي"... تضيف أختي الصغيرة "بطلي الأفلام الهندي اللي انتي عايشة
فيها دي".... أذكر عندما كنت مريضة وكان يسأل عني كل يوم ويقوم بحل الشيتات
وتصوير المحاضرات من أجلي... كم هو شخص لطيف... أقول" مش عارفة أشكرك ازاي
يابني عاللي بتعمله معايا" يرد: عيب يابنت .. متقوليش كده دنا أخوكي"....
أخويا؟؟ ياماما أنا كان معايا حق.. "اينو" طلع أخويا.... أحياناً أشعر
أنه لا يعاملني كأخته بل "كواحد صاحبه".... تدور الأفكار كلها في سباق
مارثون طويل ينتهي بـ" محمد انزل هاتلي بعشرة جنيه شكولاته بالبندق".
يأتي الوقت أخيراً الذي سيتكلم فيه "اينو" بجديه ويفصح عن كل مشاعره المكنونة والمخبأة بداخل نفسه " ردت عليا ... أنا مش مصدق نفسي... بقولك ردت عليا"... أرد بغير اكتراث "ربنا يهني سعيد بسعيدة" وأعتذر لأني "لازم أقوم حالاً عشان اللبن بيغلي ع النار".... لا مشكله ؛ "إينو" أخي في الرضاعة :D هذا ما أقوله للجميع.... لكن حتى أي بنت لابد أن تغير من خطيبة أخوها لأنها ستأخذ حيزاً من حياته وستتقلص المساحة المتروكة لها في حياته... حتى يتزوج وتتلاشى هذه المساحة تدريجياً لتصبح مكالمة هاتفية كل عيد كبير.. واحياناً مسج.
لن يكفي طبق البسبوسة أو الـ"بعشرة جنيه شكولاته" وسأكتشف أنني مازلت جائعة.. أفتح الدرج لأكتشف أن "الخزين" خلص.. ولم يعد لدي أكياس شيبسى ولا علب بسكوت ولا أطباق زلابيا ... سأقرر أنه حان الوقت للخروج من المنزل... أذهب إلى صديقتي .. أتحدث معها كثيراً دون سبب واضح... أخيراً أتذكر محاضرات التاريخ.. امتحان التاريخ فاضل عليه اسبوع.. أنزل أنا وهي لنصور محاضرات التاريخ... نترك المحاضرات في المكتبه... وأقرر أنه حان الوقت للتسوق.. أريد جيبة سوداء.. جذمة بمبي... بوت بني... لكني سأشتري طرحة كحلي وطرحة سوداء.. أتذكر كلمات عامر خان في الفيلم "الفن بيعبر عن اللي جواك... لو مبسوط هتلاقي نفسك بتختار ألوان مشرقة.. لو عندك تلبك معوي هيطفح في اللوحة"... تقريباً هو ده التلبك المعوي اللي عامر خان قال عليه.
أعرج على سوبر ماركت قبل أن أصل إلى البيت.. أختار من صندوق يضعه بالخارج باتيه بالجبنة وباتيه بالشوكولاته ثم أقرر أنني أريد "المولتو".. أخطو إلى داخل المحل أبحث عن المولتو يستوقفني شيبسي بالخل أختار الكيس الكبير.. لا أجد الموتلو لكني أجد ثلاجة الشكولاته أختار أكبر قطعة شكولاته بالبندق.. أخيراً أجد المولتو... أضع كل الاشياء التي اشتريتها على ثلاجة الأيس كريم ليضعها لي الشاب في كيس... أرى فوق الثلاجة قطع بسبوسة مُغلفة.. لايوجد سوى ثلاث قطع آخذهم كلهم.. ثم فجأة أزيح كل شيء من فوق الغطاء الزجاجي للثلاجة.. يقول الشاب: عاوزة حاجة تاني... أنظر إلى الأيس كريم.. لكن : لالا كده كفاية قوي.. حطهملي في كيس بسرعة عشان لازم أمشي.
ـ ليه متخليكي قاعدة شوية؟
ـ أقعد أكتر من كده إيه... لا ده كده كفاية قوي.
عند كلمة "كفاية قوي" أجدني ممسكة بثلاث قطع أيس كريم مختلفة ... أيوه هو كده كفاية.
ـ مش عاوزة حاجة تاني؟
أجد اللبان... نعم.. ربما أذاكر ... ستكون ليلة طويلة .. لا يمكنني الاستغناء عن اللبان.. " آه هاخد كمان علبة لبان".
أدفع النقود وأنصرف.. ثم في الطريق أخرج محفظتي لأتأكد أن معي جنيه للمواصلات... لكني أفتش المحفظة و "ملاقيش ولا قرش ساغ"... أستمر في تنفيض المحفظة... أخيراً تسقط ورقة صغيرة جداً مطبقة بعناية... لا أذكر أي شيء عن هذه الورقة.. فتحتها .... الورقة عبارة عن لعبة "أكس أو" مكتوب أسفلها بالحبر الازرق بخط طفولي منعكش "بحبك يا مجنونة"... أعرف حينها أنني لن أذاكر اليوم.. لا حاجة للبان.. لا حاجة لكل هذه المشتروات .. ولا حاجة للطرحة السوداء.. وبالتأكيد محاضرات التاريخ عديمة النفع... جلست على الرصيف... أفكر ... أفكر... لا أفعل شيء سوى التفكير... ضحكت كسيدة عجوزة... بكيت كطفلة تائهة... عدت إلى المنزل كضحية قصف أمني بفنابل الغاز.... لاجئة .... هاربة من اللاوطن إلى اللاشيء ... أخيراً عرفت سبب أكلي للحلويات بشراهة.... ولماذا دائماً أختار كيس شبسي كبير بالخل.
يأتي الوقت أخيراً الذي سيتكلم فيه "اينو" بجديه ويفصح عن كل مشاعره المكنونة والمخبأة بداخل نفسه " ردت عليا ... أنا مش مصدق نفسي... بقولك ردت عليا"... أرد بغير اكتراث "ربنا يهني سعيد بسعيدة" وأعتذر لأني "لازم أقوم حالاً عشان اللبن بيغلي ع النار".... لا مشكله ؛ "إينو" أخي في الرضاعة :D هذا ما أقوله للجميع.... لكن حتى أي بنت لابد أن تغير من خطيبة أخوها لأنها ستأخذ حيزاً من حياته وستتقلص المساحة المتروكة لها في حياته... حتى يتزوج وتتلاشى هذه المساحة تدريجياً لتصبح مكالمة هاتفية كل عيد كبير.. واحياناً مسج.
لن يكفي طبق البسبوسة أو الـ"بعشرة جنيه شكولاته" وسأكتشف أنني مازلت جائعة.. أفتح الدرج لأكتشف أن "الخزين" خلص.. ولم يعد لدي أكياس شيبسى ولا علب بسكوت ولا أطباق زلابيا ... سأقرر أنه حان الوقت للخروج من المنزل... أذهب إلى صديقتي .. أتحدث معها كثيراً دون سبب واضح... أخيراً أتذكر محاضرات التاريخ.. امتحان التاريخ فاضل عليه اسبوع.. أنزل أنا وهي لنصور محاضرات التاريخ... نترك المحاضرات في المكتبه... وأقرر أنه حان الوقت للتسوق.. أريد جيبة سوداء.. جذمة بمبي... بوت بني... لكني سأشتري طرحة كحلي وطرحة سوداء.. أتذكر كلمات عامر خان في الفيلم "الفن بيعبر عن اللي جواك... لو مبسوط هتلاقي نفسك بتختار ألوان مشرقة.. لو عندك تلبك معوي هيطفح في اللوحة"... تقريباً هو ده التلبك المعوي اللي عامر خان قال عليه.
أعرج على سوبر ماركت قبل أن أصل إلى البيت.. أختار من صندوق يضعه بالخارج باتيه بالجبنة وباتيه بالشوكولاته ثم أقرر أنني أريد "المولتو".. أخطو إلى داخل المحل أبحث عن المولتو يستوقفني شيبسي بالخل أختار الكيس الكبير.. لا أجد الموتلو لكني أجد ثلاجة الشكولاته أختار أكبر قطعة شكولاته بالبندق.. أخيراً أجد المولتو... أضع كل الاشياء التي اشتريتها على ثلاجة الأيس كريم ليضعها لي الشاب في كيس... أرى فوق الثلاجة قطع بسبوسة مُغلفة.. لايوجد سوى ثلاث قطع آخذهم كلهم.. ثم فجأة أزيح كل شيء من فوق الغطاء الزجاجي للثلاجة.. يقول الشاب: عاوزة حاجة تاني... أنظر إلى الأيس كريم.. لكن : لالا كده كفاية قوي.. حطهملي في كيس بسرعة عشان لازم أمشي.
ـ ليه متخليكي قاعدة شوية؟
ـ أقعد أكتر من كده إيه... لا ده كده كفاية قوي.
عند كلمة "كفاية قوي" أجدني ممسكة بثلاث قطع أيس كريم مختلفة ... أيوه هو كده كفاية.
ـ مش عاوزة حاجة تاني؟
أجد اللبان... نعم.. ربما أذاكر ... ستكون ليلة طويلة .. لا يمكنني الاستغناء عن اللبان.. " آه هاخد كمان علبة لبان".
أدفع النقود وأنصرف.. ثم في الطريق أخرج محفظتي لأتأكد أن معي جنيه للمواصلات... لكني أفتش المحفظة و "ملاقيش ولا قرش ساغ"... أستمر في تنفيض المحفظة... أخيراً تسقط ورقة صغيرة جداً مطبقة بعناية... لا أذكر أي شيء عن هذه الورقة.. فتحتها .... الورقة عبارة عن لعبة "أكس أو" مكتوب أسفلها بالحبر الازرق بخط طفولي منعكش "بحبك يا مجنونة"... أعرف حينها أنني لن أذاكر اليوم.. لا حاجة للبان.. لا حاجة لكل هذه المشتروات .. ولا حاجة للطرحة السوداء.. وبالتأكيد محاضرات التاريخ عديمة النفع... جلست على الرصيف... أفكر ... أفكر... لا أفعل شيء سوى التفكير... ضحكت كسيدة عجوزة... بكيت كطفلة تائهة... عدت إلى المنزل كضحية قصف أمني بفنابل الغاز.... لاجئة .... هاربة من اللاوطن إلى اللاشيء ... أخيراً عرفت سبب أكلي للحلويات بشراهة.... ولماذا دائماً أختار كيس شبسي كبير بالخل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق