الخميس، 12 ديسمبر 2013

ثرثرة

إذن لا بأس سأكتب عن كل شيء ... عن الفوضى العارمة... والسعادة التي لا تكتمل ... والوحش الذي أنتظره... لماذا اعامل نفسي كما لو كنت شخصية كرتونية خرجت للتو من عالم الكرتون إلى عالم البشر ولا تدري بعد ما يجب أن تفعله في هذه الحياة الجديدة؟
ربما لم أشأ أن أخرج من عالمي... لكن أين كان عالمي؟؟ متى كان؟؟ أنا لا أعرف.. هل يعرف أحد آخر.
لماذا لا نحاول... نحاول فقط.. لماذا أكتب بصيغة الجمع؟.. هل نسيت هذه المرة أيضاً أنك لست معي؟... ولماذا أتمثلك أمامي حينما أحاول الكتابة؟
اللعنة!! لقد ارتبطت صورتك عندي بالكتابة... تباً لك... وتباً لي أيضاً... بهذا الشكل لن أتمكن من الكتابة أبداً..
ليس عندي مشكلة في أنني أحبك أنت بالذات... بل لدي مشكلة مع الحب نفسه.. الأمر مرهق نفسياً.. تفكر في شخص واحد طوال ال24 ساعة في اليوم.. لا تستمتع بأي شيء طالما أنه ليس موجود.. تتخيله أمامك عندما تكتب.. تسرح في الخيالات ... تضحك.. تبكي.. دون سبب واضح... تكون مع أصدقائك ولا تشاركهم اهتماماتهم فقط تفكر أين الشخص الذي تحبه وما الذي يفعله في هذه الأثناء... تتخيل دائماً أن هناك شيئاً جميلاً جداً سيحدث في المستقبل.. تتحول حياتك كلها إلى محطة انتظار دائم لهذا الشيء ... حتى وإن كان موجوداً بالفعل.. أنت تنتظر.. تنتظر؟؟ ما الذي أقوله الآن؟؟
أنا فقط أهذي.. لا تستمع إلي...
تعرف.. صديقي القارئ.. ربما أنت من يجب أن أوجه له كل تاءات المخاطبة.. لأنك على عكس ذلك الحبيب الغير مكترث.. أنت تهتم لأمري... لهذا تقرأ لي... وأنا فعلاً ممتنة جداً .. لأنك ستقرأ كل السطور التالية في صبر .. وتستمع إلى ثرثرتي التي لا تعني لك شيئاً وأنا أقدر هذا تماماً.
أقول أنني دائماً ما أرى قصص الحب الناجحة وأتسائل.. هل سيكون لي قصة ذات يوم... لكن لماذا تكون لدي قصة وأنا كاتبة قصص؟؟ ما الذي أريده؟؟ لماذا ستختلف قصتى عن كل القصص.. على الأقل يمكنني ان أكتب أي شيء.. لا يهم ما الذي يحدث في الحقيقة... يمكنني أن أكون قصة... ولما لا ؟؟ يمكنني ان أكون الف قصة.

لكن هل هذا ما أردت ان أتحدث عنه عندما بدأت أثرثر؟؟ هل أردت أن أتحدث عن شيء معين؟؟ أم أردت فقط أن أملأ هذا الفراغ بين اشتياقي إليك وكرامتي.. لكنه فراغ كبير.. لن تملأه الثرثرة عن  شعر عمار أو عن الفوضى التي تسببت بها اليوم أو عن مشروع الديزاين؟؟
ما الذي أفعله في حياتي؟؟
ربما حان الوقت لأسأل هذا السؤال.. أنا لا أفعل شيء.. أنا أملأ اليوم فقط بأشياء تافهة.. أحضر الطعام.. اشاهد فيلم كرتون وفيليمين سينمائيين و3 مسلسلات.. أملأ ذاكرة اللاب بثرثرة فارغة... أجعل لوحة متسخة بسبب الخطوط الكثيرة التي أرسمها فيها... أجعل ورقة أخرى متسخة بسبب الألوان التي أضعها فيها.. أسميها لوحة جميلة.. أنظر لها في اعجاب لكنها لا تعجبني.. احياناً أذهب إلى الجامعة لأجلس على كرسي ضئيل وغير مريح لأحاول النوم أو التفكير في ثرثرة جديدة أكتبها أو نكتة ما ألقيها.. كل ما أفعله هو ان أتجنب أن يلوث الدكتور رأسي بكلامه الفارغ عن أسياخ الحديد المكسحة... أشعر أنا شخصياً بالكساح.. أتثائب كثيراً.... لماذا شخت قبل الأوان... لماذا أصبحت فجأة أقلد جدتي فيما تفعله.. أحاول مثلها تماماً ألا أفعل شيئاً في الحياة..... أنظر إلى ساعتي كل دقيقة.. هل مر اليوم.. لا لم يمر بعد... ربما أنتظر أن يهبط عليّ نيزكاً من السماء لينهي حياتي.. أو أصحو من النوم لأكتشف أن هذا مجرد كابوس مزعج... أو أذهب إلى الجامعة ذات يوم لأجدهم يقيمون حفلاً خاصاً من أجلي... أو أن تحدث معجزةٌ ما تقلب حياتي رأساً على عقب.... لكن على الأقل هذه الحياة تروقني كثيراً.. حياة تافهة.. أليس هذا ما أردته.. لم تكن هذه هي طموحاتي في الماضي ولكنها أصبحت كذلك مؤخراً... كل ما في الأمر أنني سئمت من محاولات تغيير العالم.... سئمت من وضع البلاد.. سئمت من التعليم.. سئمت من وضع وجهي بين الكتب طوال اليوم كأنني مخلوق حلزوني يعيش في صدفة ورقية...
أريد أن أرى كل شيء يمكنني رؤيته في الحياة.. أريد أن أسافر إلى كل بلدان العالم.. أريد أن أعرف كل شخص في العالم.. أسمع كل قصه.. أروي كل حكاية... أريد ان أكون راوية وأن أكون مستمعة في المقام الأول.. لقد عرفت الآن أن الانسان لن يتعلم شيء طالما يجلس على ذاك الكرسي الضئيل ويملأ رأسه بثرثرة تافهة عن... ـ حسناً لا أذكر عماذا تحدياً لكنها ثرثرة تافهة ولهذا نسيت ـ أما أنا لا أريد شيئاً من هذه الحياة .. إلا أن أتعلم فقط.

لا.. لن يسقط النيزك الآن... ولا مصباح علاء الدين... ولا حتى رجل المستحيل أدهم صبري في مهمة لتغيير حياتي
:D  فقط سأستمر في النظر إلى الساعة كل دقيقة لأتسائل.. هل مر يوم؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق