الخميس، 27 مارس 2014

يا كل بنت

يا كل بنت بتصحى بدري
تلبس الشنطة الكروس
تجري خلف الميكروباص
تخلص الجامعة بسرعة لأجل تحجز أي كورس
يدوب تلحق تنام ساعتين وبس
ولا تشرب مج قهوة
لأجل ما يفوقها بكره
ولا النوم منها يطير
لأجل ما تفكر في فكرة
ولا تطبق ع لكتاب
لأجل ما تخلص مذاكرة.

يا كل بنت
سافرت من الفيوم ومن طنطا
ووقفت ساعة في محطة
وكل بنت فهموها انها جت الحياة غلطة
وقالو يا ريت كانت ولد
أو ماتت من قبل ما تتولد

يا كل بنت
شالت الحياة رمل وزلط
على كتفها..
كسري طوب العُقد
وابني بيه بيت الأمل
وافتحي شباكه بحري
وأقفي طول العمر فيه
أوعاكي يوم لو تقفليه
وتحبسي نفسك في خُرم.

لو خايفة من بكره وأساه
أو خايفة من "برا" وبلاه
أو خايفة لو تمشي في طريق
ومتعرفيش منتهاه
أوعي جمب الحيط لاتمشي
امشي في وسط الطريق
كوني انتي للغريق طوق نجاة
واستعيني بالصبر والصلاة

اقفي فوق جبل الطموح
وأحضني نسمة هواه
وامسكي الحلم اخطفيه
أوعي من بين ايديكي توقعيه
اجري وراه..... حصليه
واسبقيه.. خليه يجري وراكي
واتعبيه....
خلي حلمك يبقى حلمه تحققيه
وبايديكي تلمسيه
وافرحي ساعتها بيه وفرحيه
اكتبيه.. واحفظيه.. واعرفيه
تبتي قوي في ايديه
اوعي وسط الزحمة تضيعيه

سمي باسم الله وخطي
دوسي فوق الهم عدي
موجة الحُزن اللي جاية من وراكي
اركبيها... عدي للبر بيها.. واسأليها
"انتي أصلا ايه اللي جابك؟"
"مين اللي قالك ان سهل تغرقيني؟"

يا كل بنت بتتكسف
من شكلها.. أو لبسها..
وكان نفسها ..
تكون أميرة في والت ديزين
الجمال جوا القلوب
وانتي أصلاً 100 أميرة
جوه بعض وجوه منك
بس لما ترضي ربك.

الاثنين، 24 مارس 2014

حوار مع ابني (أنسى ولا أعرف)

"ماما جو نى سى با  يعني ايه؟؟"...
ليس هذا سوى صوت ابني البالغ من العمر 7 أعوام.. أصبحو يدرسون اللغة الفرنسية في الابتدائية هذه الأيام... ولدي سعيد الحظ لأن أمه تجيد العربية والانجليزية... الفرنسية نسيتها تماماً... أرد "استنى يا وليد أما أجيب النضارة"... عندما أخبرت أصدقائي بأسماء أولادي في العشرين من عمري لم يكن من بينهم اسم الوليد... لكن هذا ما يحدث... الأشياء التي نخبر بها أصدقائنا في العشرين لا تحدث أبداً.. أنا أيضاً نسيت قائمة الأسماء التي قلتها يوماً.. سأتصل بصديقي الذي لا ينسى أي شيء أخبره به ليذكرني بأسماء أولادي التي اخترتها في العشرين .. "(       ) هو أنا قلتلك أسماء ولادي ايه؟؟"... يضحك (       ) ويذكر لي قائمة طويلة أذكر أنا منها الآن البراء وبكر... أضحك جداً من طول القائمة.. لماذا اخترت كل هذا الأسماء؟؟
ـ"الجيش"...
 ـ ههههههههههه جيش بحاله... دأنا مش قادرة على واحد.. أنا كنت عبيطة قوي.

أحضرت نظارتي.. الأمر لا يحتاج إلى نظارة.. وليد قال الجمله "جو نى سى با" .. أنا لا أعرف.. سأعرف فيما بعد أن هذا هو المعنى الحرفي للجملة "أنا لا أعرف".... أعتبر نسياني للغة الفرنسة أحد لعناتي القديمة... المشكلة أنني نسيت أشياء كثيرة جداً في الحياة.. نسيت الفرنسية.. نسيت الكتابة.. نسيت الرسم.. نسيت الديزاين... نسيت كل شيء تعلمته في الماضي... لكني في المقابل تعلمت أشياء جديدة... تعلمت كيف نعيش الشهر كله بال مرتب دون ان نستلف من أمي كل آخر شهر.. لقد عانيت في تعلم هذا الأمر أكثر مما عانيته في دراسة العمارة نفسها... تعلمت أيضاً كيف أشتري كل شيء أحتاج له فقط... تعلمت أخيراً كيف أشتري جذمة واحدة بدلاً من أن أشتري 9 جذم وأركنهم جميعاً على الرف أو ألقي بهم في أي مكان... تعلمت أخيراً ما هو الفرق بين المسكرة والأي شادو والأي لاينر .. كنت أظن أنني سأفني عمري كله دون أن أعرف الفرق.... تعلمت أن وليد هو أعظم منح الرب على هذه الأرض وتعلمت أن الانسان عليه أن يعمل حتى لو لم يحب عمله وأن الانسان ان لم يستطع التضحية عليه أن يقبل بما هو عليه وأن الأغنياء ليسو أسعد منا على أيةً حال وأنه لا فرق بين أن تعمل نادلاً في مطعم أو تعمل طبيباً جراحاً.. المهم أن تكون سعيداً.. أهم شيء تعلمته ألا أبكي على الأحلام التي لا تتحقق وأن كثرة الأحلام مُضنية وأن حلم واحد كفيل بأن تفني عمرك كله في محاولة الحصول عليه... .

الأمر لا يحتاج إلى نظارة.. الأمر لا يحتاج إلى ماما .. "متدور يابني في جوجل ترانسليشن"... لكن الأمر ليس بهذه البساطة فالمشكلة ان "ماما متعرفش" لا يمكن أن تكون ماما متعرفش أبداً.. ماما لازم تكون عارفة كل حاجة.. هذا ما يعتقده الوليد.. أمه مُثقفه.. أمه مُعلمة.. أمه تقرأ وتعمل وتكتب وتتصفح الانترنت كيف لها ألا تعرف شيئاً بسيطاً كهذا... الحل كان رومانسياً جداً وبسيطاً جداً أبسط من أن أبحث أنا بنفسي لأخبره بمعنى هذه الجملة وأبسط من أن أستعين بصديقتي التي تعمل مترجمة في درا الشروق وأبسط من أن تهتز صورتي أمام ابني ويبكي طوال الليل لأنه أمه لا تعرف.. بكل بساطة لو أنني قلت "لا أعرف" ستُحل المُشكلة لن يدرك وليد أنني فعلاً لا أعرف سيفهم أن هذا هو معنى الكلمه وهذا هو معناها فعلاً... .
لم أستعن بالحلول الرومانسية... على وليد أن يكتشف الحقيقة ذات يوم... لما لا يكون هذا اليوم.. أول صدمة في حياة أي طفل هي أن يكشف أن معلمه أخطأ.. تنهار أول الثوابت.. "المستر قال كذا" بس المستر غلطان... "المذيعة قالت كذا" بس المذيعة غلطانة.. "فلان ع النت قايل كذا".. "الموقع الفلاني كاتب كذا" ... "الترجمة طلعتلي كذا" بس كل دول غلطانين... هذه هي الحقائق التي يكتشفها أي طفل بالتدريج... علي فقط أن أكشف حقيقة واحدة الآن... "ماما متعرفش".. أذكر أنني عندما كنت أذاكر لأخوتي الصغار لم أقل أبداً كلمة معرفش.. وكانو يسألونني عن أشياء كثيرة لا أعرفها فعلاً وأنا أبحث وأعرف وأقول لهم.. لا أنسى أي شيء يخبرونني به رغم أنني في العادة نساية لكنهم يقولون "مفيش مهندسة متعرفش ومفيش مهندسة بتنسى" .. كنت سعيدة جداً بهذه الصفات الجديدة الُمقترنة بكوني مهندسة.. لم أشأ أبداً أن أصدمهم بالحقيقة "المهندسين في حاجات ميعرفوهاش وساعات بينسو" لكن على أية حال المحافظة على هذه الكذبة أسهل بكثير من مواجتهم بالحقيقة يمكنني أن أحاول أن أعرف ويمكنني أن أحاول أن أتذكر.. في النهاية سيكبرون وسيفهمون أن المهندسة ليست بهذه الروعة وأنني فقط مجرد حمقاء أخرى في هذا العالم.

ـ ماما كل ده بتجيبي النضارة؟؟
ـ معلش يا وليد سرحت
ـ هاهأ (ضحك وليد ضحكته المعتادة التي تعلمها من أبيه عندما أقول أنني سرحت)
ـ وريني كده.. (بدأت أتلعثم) جى..جو..جو.. نى.. سى.... ؟؟ آه باينلها سى.. جو نى سى با.. جو نى سى با.
ـ أيوه ايه بقى معناها؟؟
ـ معرفش.
ـ أهااااااا.. "معرفش".
ـ لا يا بابا أنا اللي معرفش.
ـ متعرفيش ايه
o.O
ـ معرفش الجملة دي معناها ايه.
ـ ازاي يعني؟؟ مأخدتيهاش؟؟
ـ لأ أخدتها بس مش فاكراها.. نسيتها
ـ نسيتيهاااا (ينظر إليّ بابتسامة خبيثة).. بقى مكنتيش بتذاكري كويس.

الوليد ينسى لأنه لا يُذاكر... أنا أنسى لأنني لا أريد أن أعرف ... أنا أنسى لأنني لم أعد بحاجة للتذكر... أنا أنسى لأنني ملأت ذاكرتي بكل الأرقام الصغيرة التافهة التي أراجعها كل يوم في المكتب على اللوحات الهندسية حتى لا تسقط أي بناية فوق رأسي... أنا أنسى لأن كل القصائد التي حفظتها لم تعد ذات قيمة في يوم من الأيام... أنا أنسى لأنني لا أريد أن أصاب بالزهايمر... أنا أنسى لأن التذكر يرهقني... أنا أنسى لأنني لا أُذاكر... لا يمكنني مُذاكرة كل شيء عرفته ذات يوم... أنا أنسى لأنني من الجيل الذي هتف ضد العسكر في عام ونادى برجوعه الى السلطة في العام التالي... أنا أنسى لأنني لست بحاجة لأن أذكر.... لاتعرف يا وليد كيف عانت أمك لتتوقف عن المُذاكرة والبحث و تصبح ككل الناس العاديين ... تنسى ولا تعرف.

الاثنين، 17 مارس 2014

عمارة الورطة



أحياناً أتسائل.. ما علاقتي أنا بكل هذا... لماذا علي أن أهتم بمدخل العاملين وغرفة الكهرباء وغرفة التكييف المركزي وكاونتر الاستقبال وماكينة صرف النقود وارتفاع فاصل كابينة التواليت وارتفاع مقبض باب الحمام.... حسناً لا بأس أن أهتم بهذه التفاصيل الدقيقة والغير رقيقة والغير رومانسية بالمرة.... لكني دائمة التذمر عند بداية كل مشروع "تباً... ما الذي أقحمت نفسي فيه!!!".... كان أقصى طموحي قبل أن التحق بقسم العمارة هو أن اتمكن من بناء مدرسة بالخشب والطين
:D صدقاً أنا لا أمزح.. لقد بدأ افتتاني بالمعمار منذ أن شاهدت فيلماً وثائقياً عن مدرسة بُنيت في ماليزيا ـ على ما أذكر ـ بخامات البيئة والتي هي الطين والخشب المحلي وكانت هذه المدرسة رائعة إلى حد لا يُمكن تصوره... بعد ذلك درسنا مقالاً صغيراً عن حسن فتحي وعمارة الفُقراء... افتتنت بالمعمار أكثر... قررت أن هذا سيكون هدفي في الحياة... أن أجعل الناس يعيشون أفضل حياة ويبنون أروع البيوت بأقل الخامات والتكاليف وبمواد صديقة للبيئة ـ كنت أحب البيئة آنذاك ـ ... لم يمر وقت طويل حتى نسيت المعمار تماماً ونسيت البيئة والطين وكل هذه الأشياء وقررت " أريد أن أصبح مبرمجة ومهندسة حاسبات"... دخلت الهندسة... وأعرف أنني كاتبة ... وأن الكتابة هي أروع شيء يمكنني أن أفعله في حياتي.. لكنني فقط لم أرد أن آكل بقلمي حتى لا أنكسر أمام لقمة العيش وأضطر للكتابة ضد مبادئي.... قررت أن الكتابة موهبة مُفيدة ولكنها ليست مهنة أبداً.... على كل حال لم يكن هناك وقت لمقارنة الكاتبة بالمهندسة.... كان الأمران مفصولان عن بعضهما تماماً... وبدأت دراسة الهندسة.... وبدأت أكتشف أن الجامعة ليست بكل التصورات الرائعة المستقرة في خيالي... إنها فقط مكان آخر لصنع الحمقى.. لم أرد أن أكون حمقاء.. أو أن ( آكل الكتب) كما كنت أفعل في الثانوية العامة.. كنت أنتظر طريقة آخرى للتعليم... لكن على أي حال لم يكن هذا مهماً أبداً... أنا أعرف ماذا أريد... أريد أن أصبح مبرمجة ولدي العديد من الأفكار .. أنتظر فقط ان أعرف كيف أنفذها..... كنت متفوقة جداً في مادة الحاسبات وخاصة في المعمل.. التحقت بكورس حاسبات اضافي وبدأت في تزويد معلوماتي وتطورت وأصبحت أفضل في هذه المادة وكان بامكاني حين ذاك أن أنفذ بعض البرامج الصغيرة وكنت سعيدة جداً بهذا :D .... لكن للأسف لم تكن الحاسبات هي المادة الوحيدة :D إليكم المُفاجأة... كنت فاشلة تماماً في مادة الرياضيات بكل فروعها... كنت سيئة في الفيزياء أيضاً.... لكن فرصتي في الرياضيات كانت معدومة تماماً ... كنت أخشى أن أرسب بسببها... وبالرغم من أنني بذلت قصارى جهدي وحضرت كل المحاضرات وذاكرت كثيراً وكنت مركزة على حلم تأسيس شركة برمجة تنافس مايكروسوفت وجوجل.. إلا أن الحلم كان يتسرب من يدي شيئاً فشيء..... لابد أن أحصل على تقدير امتياز لالتحق بقسم هندسة الحاسبات.. وعليّ أن أكون متفوقة في مادتي الرياضيات والفيزياء لالتحق بقسم الاتصالات... بحسابات منطقية بسيطة.. وعندما حصلت على نتيجة التيرم الأول في السنة الاعدادية أدركت أن فُرصتي معدومة تماماً... وأن هذا الحلم لا سبيل لتحقيقه الآن... ربما يمكنني فيما بعد أن اطور نفسي في هذا المجال خارج اطار الجامعة... لكن الآن... لابد من بديل... وكانت العمارة... خلال التيرم الثاني في السنة الاعدادية بدأت أقتنع بأن العمارة هي أروع مجال للدراسة على الاطلاق... وأن قسم العمارة هو أفضل الأقسام في الكلية... وأن العمارة أروع بكثير من البرمجة.... الا أن ألأفكار السائدة عن قسم العمارة كانت مُضحكة فعلاً ولا تمت للواقع بأي صلة :D ... " قسم لذيذ.. قسم بنات... قسم نايتي... معندهمش محاضرات... بيخرجو ويتفسحو كتير... بيرسمو ويلونو ومفيش مذاكرة خالص... ده كمان معندهمش امتحانات ميدتيرم :D ... ده قسم أدبي هندسة... ده تجارة هندسة.... انتو آخركم ارمي السقالة يابني وشد سيخين حديد :D" وكانت فكرة الاشخاص العاديين تماماً كفكرة أخي محمد " بتعملو بيوت :D  " .... حسناً ... الأمر أكبر من البيوت وأكبر من الشقق وأكبر من المدارس والمستشفيات وأكبر من كل شيء.... إنه القسم الذي لا توجد به دراسة ولا مُذاكرة ولا امتحانات في منتصف التيرم... يوجد فقط الأبحاث... ـ عليك أن تتخيل صدى صوت وموسيقى تصويرية لصراخ يستمر لمدة نصف ساعة ـ ... لقد وقعنا في الفخ :D .... المُفاجأة أنه لا توجد أي مناهج دراسة محددة... يضع الدكتور أمامك المشكلة وعليك أن توجد لها الحل بنفسك وعليك أن تتعلم كل ما ينبغي أن تعرفه بمفردك.. العالم كله ساحتك.. والمكتبة كلها منهجك.. عليك أن ترجع إلى كل المباني التي انشئت منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا وتدرسها جيداً لكي لا تكرر أخطاء البشرية السابقة.. لقد جئت بعدهم عليك أن تتعلم منهم.... لابد أيضاً أن تدرس كل المعمارين المشهورين في هذا العالم سواء المعاصرين أو اؤلئك الذين تحولو إلى رفاة.. عليك أن تفهم اساليبهم الخاصه واتجاهاتهم المعمارية ومن ثم تتبنى اتجاهك الخاص.... ثم عليك بعد كل هذا أن تطور مهاراتك في الرسم والتلوين واستخدام البرامج الحديثة والتقنيات العالية لتتمكن من عرض فكرتك... عليك ان تتمتع بحس فني عالي وأن تدرس أساليب التسويق لتعرض فكرتك على الزبون ـ والذي سيكون نفسه هو الدكتور أثناء دراستك ـ ... عليك أن تدرس أساليب الانشاء المختلفة لتدرك أن قاعة المسرح الكبيرة الملحقة بالمشروع لا ينبغي أن يقف أي عمود بسذاجة في منتصفها ولا في أي مكان بداخلها.... أنت ليس لديك أي فكرة مسبقة عن أين يجب أن يقف العمود.. ولا تدري كيف يمكن ان تمسك الجدران نفسها من دون أعمدة .... لكن عليك أن تبحث... وعليك أن تعرف وعليك أن تتعلم..... الدكتور لن يخبرك بشيء.... لأنه ببساطة هناك أكثر من مليون طريقة لكي لا يقف هذا العمود الساذج في المنتصف... أنت عليك فقط أن تختار الطريقة التي تُعجبك وتلائم فكرتك.
أما عن الأفكار فهي لا نهائية... فعندما يُطلب منك بناء مدرسة فهناك مليون طريقة لبناء هذه المدرسة.. وعندما يكون أكثر تحديداً ويخبرك بحجم الأرض ومكانها ويحدد أن المدخل ينبغي أن يكون من جهة معينة والفصول لها عدد معين ومساحة معينة وكذلك الحمامات وغرف المدرسين وكل شيء آخر .. ولما يخبرك بأدق التفاصيل ستبقى لديك نفس المليون طريقة وستجد أن الأفكار كثيرة لدرجة تعجزك عن التفكير.
أفهم أغلب المواد التي ندرسها وأفهم الهدف النبيل من وراء دراستها.... وأجدها مفيدة جداً في الوقت الراهن... أعرف تماماً ما أهمية أن يكون الممر في المبنى العام أكثر من 70 سم .. ببساطة حتى لا ينحشر الناس... أفهم تماماً لما يجب ان أحسب الأحمال الواقعة على السقف.. ببساطة حتى لا يقع السقف نفسه على الناس... ليس الأمر هنا مثل مسائل الهندسة التحليلية أو تفاضل جيب الزاوية وجيب تمام الزاوية واللذان لم أفهمها يوماً في حياتي.... .
أن تكون معمارياً عليك أن تهتم بالتفاصيل... عليك أن تهتم بالسنتيمتر والمللي.. عليك أن تهتم بالبشر الذين يعيشون في المكان والذين يزورونه... عليك أن تحدد وتفهم كل التفاصيل الصغيرة.... عرض الشباك وطوله وشكله وخامته وارتفاعه ومكان مقبضه واتجاه فتحه وغلقه... لا أتحدث عن الشباك.. حسناً هناك ألف تفصيلة يجب أن تكون حاضرة في ذهنك عند تصميم أي شيء... ومع ذلك... وبعد قضاء 7 أيام في ايجاد حل مبدأي للمشكلة التصميمية وفي اختيار الاماكن والاشكال المناسبة للفراغات المختلفة وبعد ان تقتنع أنك صممت مبنى رائع وأروع حتى من تصميمات فرانك جاري.. ستكتشف أنك نسيت حمامات العاملين ونسيت مطبخ الكافتريا ونسيت مدخل الخدمة ووضعت غرف الادارة في مكان يصعب الوصول إليه وليس للغرفة أي باب ولن تفلح محاولات تسلق الجدران لدخولها
:D .... ستحل هذه المشاكل فيما بعد وستتعلم عن طريق التجربة والخطأ.. وسيأتي اليوم الذي تجرب فيه أن تتبني العمارة الخضراء وستجد ان أبحاثك كلها في هذا الصدد غير مجدية و"إن الموضوع أكبر من منت فاكر بكتير وانك اساساً مش فاهم حاجة من الكتب والمراجع اللي بتدور فيها وفي الآخر هتجيب قلم أخضر فلوماستر وتلون المبنى بتاعك  :D ... وده بيفكرني بتيمون لما قال قصيدة أي كلام وبومبا قاله أومال فين الوزن والقافية قاله ده شعر حر :D .. "
عندما أجد نفسي تورطت في بحث عن القياسات الخاصة بالأطفال والقياسات الخاصة بالسيارات والجراشات والاشتراطات البنائية الخاصة بالمعاقين والاشتراطات البنائية للفنادق الخمس نجوم والعمارة الخضراء والعمارة الذكية وكل هذا مطلوب خلال يومين فقط أجدني أقول " أنا بحب الشعر الحر
:D ... أنا عاوزة أحول آداب لغة عربية"... بحق السماء لماذا ورطت نفسي في هذا الأمر... لكنها العمارة... أروع ورطة ... وأروع خيباتي  في هذه الحياة :D ... .

ملحوظة ع الجنب:  الأغنية دي بتعبر عننا جداً :) .. .
أغنية I am an architect

السبت، 15 مارس 2014

متخافش

املى الفراغ ولو بكلمة/متسيبش حاجة للي بعدك متكونش كاملة../أوعى تكون من اللي بيتنسو/موت براحتك في أي وقت بس خليهم يقولو كان فيه هنا واحد جدع... مات/ متخافش من حاجة متعرفهاش... خاف من حاجة عرفتها./متوصلش أحلامك بحبال مقطوعة./متاخدش من يومك زاد لبكرة.. خد بس الأمل./النهاردة أحسن يوم تموت فيه وانت مرتاح الضمير./ اتصاحب ع الناس اللي بيتخانقو مع بعض جواك/ فيه جزء منك نفسه يغرقك متديهوش الفرصة/ خلى كل حاجة عندك قوي مش نُص نُص/ جرب كل حاجة بتخاف منها/ أقهر كل الوحوش وارجع لوحدك/ متحاولش ترضي كل الناس عشان هتزعل جامد في الآخر/ اللي يهواك اهواه واللي ينساك انساه/ عيش بشرف وحارب بكلمتك/ لو لقيت نفسك اتهزيت في أي وقت امسك في حد ثاتب جمبك وهو هيثبتك/ لو ملقيتش حد ثابت امسك في جزع شجرة/ متعملش حاجة بتكرهها/ حب كل حاجة بتعملها/ "أليس" سألت القط تسمح تقولي الطريق منين قالها انتي عاوزة تروحي فين قالتله أي حته قالها خلاص يبقى تاخدي أي طريق/ على فكرة الناس كلها عندها أحلام مش عاوزة تحققها/ مترضاش بالأي حاجة والأي مكان والأي طريق / اثبت وثبت اللي جمبك/ خلي عندك دايماً أمل / لو لقيت انسان معهوش أمل إديه شويه من معاك / متديش حد كل الأمل اللي معاك وتقعد تشحت/ على فكرة دموع الراجل مش عيب / ابقى عيط لما تتوجع متخافش/قصة الأرنب والسلحفا محدش اتعلم منها حاجة/ بيقولك متجريس بسرعة وترتاح في النص/ امشي بالراحة وهتوصل/ ملحوظة على الهامش: أنا بطلت أفكر في الانتحار.

الأحد، 2 مارس 2014

زحمة أفكار

الحياة حلوة بس احنا يمكن مش واخدين بالنا / الأمير ميبصش لورا / ظمئآن والكأس في يديه والحب والفن والجمال/ عادي كل الناس بتبص لورا/ آه في حب وشوق وحنين وآهات وعيون تسهر ماتنام ياسلام ياسلام/ لو مكنش عندي أي انتماء ولا امتنان لأي حاجة كنت هبقى مبسوطة/ الفقي بيقول حاصر نفسك بالفكرة المشكلة ان الفكرة هي اللي محاصراني ومش عارفة أهرب منها/ فتحت مجلة بالصدفة وفتحت قصة بالصدفة لقيتها شبه قصتنا/قفلت المجلة فتحت المدونة بتاعت صحبتي لقيتها كاتبة بوست عنك/قفلت المدونة وقلت مش هقرا حاجة فتحت اليوتيوب ولقيتني بسمع الاغنية اللي انت بعتهالي/ غداً ستحلو الحياه بس غداً مبيجيش/ أنا عمري ماشربت مخدرات ولا أخدت منوم لكن بدأت أفكر في الموضوع/ وصفة سهلة للنسيان متحاولش تنسى/ على فكرة الحكاوي اللي مبتخلصش هيجي عليها وقت وتخلص/ أنا بطلت الأفلام الهندي بس مش عارفة أعمل ايه في أفلام الكرتون/ بيل والوحش بيفكرني بيك بس انا مش عارفة انت مين فيهم جاستوف ولا الأمير المسحور/ على فكرة انا محتاجة أخرج من البيت جداً بس خايفة أقابلك بالصدفة في الشارع/ أنا عاوزة شيء واحد في الوجود مبيكدبش زي المراية/ مفيش أسوأ من إنك تحبس نفسك في أفكارك/ تصدق المراية كمان طلعت بتكدب/ انت ليه مش مصدقني؟/ أنا حاسة من كتر الوجع اني مش قادرة أحرك ايدي/ الدكتور قال ان ممكن يجيلي هارت أتاك في اي وقت واني المفروض أبعد عن المصايب والبلاوي/ على فكرة انا لوحدي مصيبة بس هو ميعرفش/ الاحتمالات كتير وأنا لازم أقطع الشك بالسكين/ على فكرة مش كله بيروح في الغسيل وبعدين مفيش مسحوق لغسيل القلب/ انا جربت مساحبق كتيرة بس مفيش حاجة بتنفع/ على فكرة لما قلتلك هيجي وقت مش هنلاقي كلام انا كنت عارفة ان الوقت ده هيجي/ مش لما تقولي متخافيش أنا مش هخاف او لما تقولي متزعليش أنا مش هزعل او لما تقولي أنسي اللي حصل أنا هنسى/ ايه علاقة اني ابقى مخنوقة قوم اتعب قوم مقدرش أعمل حاجة او أتخانق مع اخواتي من غير سبب/ على فكرة في حاجات كتير أنا مش فاهماها ومش عاوزة أفهمها/ 

عن الاحلام

ينساب الكلام من رأس مثقل بالهموم

ألقي الهموم في مكان ما... أفكر في نكته جديدة أضحك عليها... أهرب من فشلي القديم... أمحو كل ذاكرتي عن الماضي.... أخفي الدفاتر في مكان يصعب الوصول إليه... أعرف أنني في وقت ما سأبحث عنهم في كل مكان وسأجدهم لأستعيد الذكرايات وأبكي.... لايؤلم الانسان أي شيء أكثر من أن يتذكر انه كان سعيداً في وقت ما...... لا يؤلمني أكثر من الأحلام التي لا تكتمل... لذا أتعمد اخفائهم في مكان ما...
أقول أن العثور على مذكراتي يشبه العثور على الصندوق الأسود لحطام طائرة... أريد القول بأنني أصبحت مجرد حطام لطائرة... لايضايقني شيء أكثر من فكرة التعايش مع هذه الحُطام...
يلوح لي في الأفق حلم جديد.... أشيح عنه بوجهي... يذكرني بكل الأحلام القديمة.... اعطيه ظهري وأسير كما أنا... يركض خلفي... يصيح انتظري... يغريني كصغير يتوسل أمه أن تأخذها معه الى السوق... أقول له أن ظهري لم يعد قادراً على حمله... أقول له دعني وشأني... في النهاية أستسلم له... أحمله بين يدي... يصبح من الصعب التخلص منه... ينهال علينا القصف الأمني... أركض من جانب لآخر... أحاول أن أنجو بحياتي فقط... أشعر أنه يثقل عليّ... لا أستطيع التخلص منه في هذه اللحظة قد أصبح جزءاً مني.... أطبق عليه ذراعي بكل قوة..... لامجال لأن يهرب مني أو اهرب منه... إما نموت معاً أو نعيش معاً.