الخميس، 7 نوفمبر 2013

هو أيضاً حثني على الكتابة

ههههههههههه.. لابد ان تبدأ بضحكة.... تخيل.. الدكتور أيضاً طلب مني التدوين... لست وحدك.. ابتهج إذاً... لا ليس طبيب الأسنان الذي أعرفه... ولا طبيبي النفسي ألذي أتعالج عنده بعد المشاكل التي سببتها لي... إنه دكتور التخطيط..ولا تسأل ما معنى هذا أصلاً لأني لا أعرف..
الكتابة تجعلك تهتم بالتفاصيل الصغيرة.. تدرك كم ان حاجبا صديقتك المفضلة مقوسة.. وكم أن سائق التكتك متهور.. اتراجع.. هذه يمكن أن تدركها بسهولة.
خرجت من البيت متشائمة .. أتوقع كارثة.. كان أول يوم في الجامعة بالنسبة إلي هو الكارثة.. انتهاء الأجازة كارثة أخرى.. لكن لم أكن أعرف أن كارثة ما جديدة ستحدث...
نسيت أن أسأل الدكتور هل سنحتفظ بمذكراتنا لأنفسنا أم سنقرأها علناً على الملأ.. لأنني لا أريد أن يعرف العالم كيف أفكر فيه... أو أن يعرف الناس كيف أراهم.. لأنه لو كان هناك من سيقرأ فإنني حتماً لن أكتب.
لكن كارثة اليوم لم تكن حادثة تسببت في موت ألاف الركاب.. كانت حادثة تسببت في موتي وحدي... لم ألاحظ كم كانت السماء صافية اليوم وكم كانت الشمس مشرقة وكم كان الهواء جميل... وكم كان الأفق واسعاً.. لأنه اضيق علي وحدي حتى خنقني... فجأة وبدون سابق إنذار وجدتني مفرغة وحيدة... هل أنا السبب؟؟
اتصلت بك لم تجيب.. لا بأس لعلك مشغول.. لم أتصل بك منذ قرابة الشهرين.. هل مازالت تذكرني؟؟ لابأس بقيت هي الأخرى موجودة... رأيتها وانفرجت أساريري.. هاهي للمرة الأولى التي أقابلها فيها بعد ثلاثة شهور في المعتقل.. أنا من كانت في المعتقل... عزيزتيييييييييييي أهلااااااااااااااااااااً وحشاني موت
:-*  .. لم ترد... أبعدت ناظريها عني كأنني أخطأت الشخص المقصود.. وتولت... هكذا دون كلام... وجدتني أتجمد وأسيح من الدهشة في نفس الوقت... أسندت ظهري إلى الحائط ونزلت على الأرض.. دفنت وجهي بين كفي... وأخذت أبكي... لا لأنها آلمتني... ولكن لأنني لا أفهم لماذا لم ترد علي.
قرأت الصفحة الأولى من "أرز بلبن لشخصين" .. كان هناك فارس أحلامها البطيخية وحضر... لماذا لست ك"رحاب بسام" ؟؟؟ لماذا لم يحضر فارس أحلامي البتنجانية... لماذا لا يجيب على تليفوني اليوم... لماذا لم أكلمه طوال شهور المعتقل؟؟ ليس هذا هو السؤال الصحيح... لماذا دائماً كنت مفرغة ومازلت... لماذا لا أعيد صياغة القصة... لماذا لا أكتب مذكراتي كما أريد لها أن تكون لا كما حدثت بالفعل... لما لا؟؟

أعيد القصة..
الأمس.. أروع يوم في حياتي... اليوم الذي انتظرته طوال شهور المعتقل.. يوم الخروج... وأخيراً خرجت... لماذا هناك معتقل في قصتي الخيالية؟؟ لماذا هنا تكون صديقي... سأجعله يوم آخر..
الأمس... لا أستطيع وصف فرحتي عندما نطق عمي بالكلمة المنشودة " أزوجك موكلتي آية عزت على سنة الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الامام أبي حنيفة النعمان".... لماذا يكون عمي موكلي في أحلامي... لماذا يكون أبي متوفى حتى في قصة من نسج خيالي...
أعيد القصة..
بالأمس... كنت في قمة السعادة عندما نطق أبي بالكلمة التي أنتظرها منذ أعوام " أزوجك ابنتي على سنة الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الامام أبو حنيفة"... نبت لي جناحين وطرت بعيداً حتى لمست السماء... لأول مرة أشعر أنني أتنفس... هل أستطيع أن أتفس؟؟ لم أعرف هذا الأمر من قبل... لاتتسائل عن سبب سعادتي .. أبي عاد للحياة... أبي عاد للحياة... ما الحاجة إليك اذاً... عد يا أبي في كلمتك... لا أحتاج إليه... أحتاج إليك أنت... في أحلامي... في قصة من تأليفي... لا أتمنى إلا أن يعود أبي للحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق