الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

تذكرتين

"هيا نسافر لأرض الخيال..."

أريد تذكرتين واحدة لي... واحدة لك... ومن ثم ... نصعد على جناح طائر خرافي.. و هوووووووووووب.. هالالايلا... نقوم طايرين فوق قوي وبعيد قوي عن كل الناس.

"آه من شوق عملاق في بلاد أقزام....."

ياترا ما احساس العملاق في بلاد الأقزام؟؟ وما احساس القزم في بلاد العماليق؟؟ تماماً مثل إحساسي في هذا العالم... فما أنا إلا كائن خرافي خرج للتو من إحدى أفلام الكرتون... ويتمنى أن يعود لها بأقصى سرعة..

تذكرة سينما واحدة ... وسيتنهي الأمر... لماذا لم أدرس فن الاخراج السينمائي أو التصوير أو حتى أدرس الأدب.. لأصبح حكاية وحكّاية
:D كما أنا دوماً...

قالت لي "ايمان" انها قابلت فتاة متخرجة من الدفعات السابقة وسألتها عن العمل قال أنها تقبض راتب "ألف ونص" في الشهر..
"إيه؟؟؟ ألف ونص في الشهر دنا كنت بصرف أكتر من كده في ثانوية عامة... ألف ونص دي دلوقتي مبتكفينيش مصروف أكل ومواصلات بس... والله حرام مش كفاية مصاريف الكلية الهباب دي كان إيه لازمتها يعني... أنا أصلاً مكنتش عاوزة أطلع مهندسة"
ـ عاوزة تطلعي ايه يا آية؟
ـ يعني.. أي حاجة ليها علاقة بالأفلام.. مخرجة .. ممثلة... فني إضاءة... ملمعة جذم ممثلين .. أي حاجة في المجال العظيم ده... أصل انتي متعرفيش الأفلام دي هي السبب في إن احنا لسا عايشين.
ـ هههههههههههههههههه ... صحيح.. الواحد متضايق بيتفرج على فيلم... زعلان بيتفرج على فيلم... مبسوط بيتفرج على فيلم... عنده مذاكرة كتير ومشروع قد كده.. بيتفرج على فيلم.. تقريباً بنتفرج على الأفلام في كل الحالات وكل الأوقات.
ـ أيون .. يعني لو جواكي حاجة مش قادرة تطلعيها وعاوزة تعيطي هتتفرجي على فيلم رومانسي حزين... نفسك تضحكي هتفرجي على فيلم كوميدي... عاوزة يبقى عندك أمل هتفرجي على فيلم لعامر خان.
يعني أنا ليه مثلاً مكنتش بريتي زنتا ولا ريتك روشن ولا حتى أنجل اللي بتعمل شخصية الخدامة في مسلسل مرلين... أو ليه يعني مثلاً مبقاش بيل ولا حتى الوحش اللي في بيل.. أو مولان مثلاً.... معنديش أي اعتراض على تأدية شخصية موشو... على الأقل هبقى حاجة تاني غيري... أو حاجات تاني كتير وأطلع من الشخصية الغير مبتهجة والغير مبهجة الحقيقية... انتو فاكرين ان الشخصيات الكرتون ملهومش وجود في الحقيقة... لأ غلط طبعاً... يعني انت مثلاً لو بعت رسالة على الفيس لبطوط تفتكر مش هيرد عليك بالعكس هيرد.. لأن في شخصيةمستترة خلف الشخصية الكارتونية عايشة حياتها ومتوحده معاها تماماً... تخيل معايا بس كده .. واحد كل شغلانته في الحياه انه يتقمص شخصية بطوط ويرد على رسايل المعجبين باسلوب بطوط.. وممكن جداً حد يسأله عن حاجة حصلت في حلقة قديمة وهو لازم يكون حافظ الحلقات صم... ـ ايه الصعب يعني في شغلانة واحد كل شغلانته انه يحفظ الكرتون طيب منا حافطة أفلاك ديزني صم ـ  ممكن كمان ينزل في حفلة لايف وسط الجمهور أو مسرحية بشخصيته البطوطية... وهتكون الناس كلها مقتنعة إن هو ده بطوط.. ده لو مكنش هو نفسه مقتنع... أنا شفت البنت اللي بتعمل شخصية رابونزل في ديزني لاند كان شكلها قمر قوي بالشعر الطويل ده.
ـ تعالي بدال منشتغل الشغلانة ام ألف ونص دي نكمل تعليم وناخد كوسات فنون جميلة.
ـ آه طبعاً وماله... أومال نفضل جهلة كده... نفسك في حاجة تاني؟
ـ أيون ندخل معهد السينما.. ندرس اخراج وسيناريو وتصوير وكل حاجة وهيبقى معانا ديكور أصلاً يعني نقدر نعمل فيلم.
ـ وإيه كمان؟
ـ ندرس أدب بقى عشان نعرف نكتب... مهو لازم نكتب .. الموهبه محتاجة دراسة جمبها...
ـ حاجة كمان؟.. قولي كل اللي في نفسك.
ـ أيوه بقولك ايه... تعالي نقدم طلب هجرة على "ديزني لاند" بدل الشغلانة اللي مش جايبة همها دي.

الخميس، 7 نوفمبر 2013

هو أيضاً حثني على الكتابة

ههههههههههه.. لابد ان تبدأ بضحكة.... تخيل.. الدكتور أيضاً طلب مني التدوين... لست وحدك.. ابتهج إذاً... لا ليس طبيب الأسنان الذي أعرفه... ولا طبيبي النفسي ألذي أتعالج عنده بعد المشاكل التي سببتها لي... إنه دكتور التخطيط..ولا تسأل ما معنى هذا أصلاً لأني لا أعرف..
الكتابة تجعلك تهتم بالتفاصيل الصغيرة.. تدرك كم ان حاجبا صديقتك المفضلة مقوسة.. وكم أن سائق التكتك متهور.. اتراجع.. هذه يمكن أن تدركها بسهولة.
خرجت من البيت متشائمة .. أتوقع كارثة.. كان أول يوم في الجامعة بالنسبة إلي هو الكارثة.. انتهاء الأجازة كارثة أخرى.. لكن لم أكن أعرف أن كارثة ما جديدة ستحدث...
نسيت أن أسأل الدكتور هل سنحتفظ بمذكراتنا لأنفسنا أم سنقرأها علناً على الملأ.. لأنني لا أريد أن يعرف العالم كيف أفكر فيه... أو أن يعرف الناس كيف أراهم.. لأنه لو كان هناك من سيقرأ فإنني حتماً لن أكتب.
لكن كارثة اليوم لم تكن حادثة تسببت في موت ألاف الركاب.. كانت حادثة تسببت في موتي وحدي... لم ألاحظ كم كانت السماء صافية اليوم وكم كانت الشمس مشرقة وكم كان الهواء جميل... وكم كان الأفق واسعاً.. لأنه اضيق علي وحدي حتى خنقني... فجأة وبدون سابق إنذار وجدتني مفرغة وحيدة... هل أنا السبب؟؟
اتصلت بك لم تجيب.. لا بأس لعلك مشغول.. لم أتصل بك منذ قرابة الشهرين.. هل مازالت تذكرني؟؟ لابأس بقيت هي الأخرى موجودة... رأيتها وانفرجت أساريري.. هاهي للمرة الأولى التي أقابلها فيها بعد ثلاثة شهور في المعتقل.. أنا من كانت في المعتقل... عزيزتيييييييييييي أهلااااااااااااااااااااً وحشاني موت
:-*  .. لم ترد... أبعدت ناظريها عني كأنني أخطأت الشخص المقصود.. وتولت... هكذا دون كلام... وجدتني أتجمد وأسيح من الدهشة في نفس الوقت... أسندت ظهري إلى الحائط ونزلت على الأرض.. دفنت وجهي بين كفي... وأخذت أبكي... لا لأنها آلمتني... ولكن لأنني لا أفهم لماذا لم ترد علي.
قرأت الصفحة الأولى من "أرز بلبن لشخصين" .. كان هناك فارس أحلامها البطيخية وحضر... لماذا لست ك"رحاب بسام" ؟؟؟ لماذا لم يحضر فارس أحلامي البتنجانية... لماذا لا يجيب على تليفوني اليوم... لماذا لم أكلمه طوال شهور المعتقل؟؟ ليس هذا هو السؤال الصحيح... لماذا دائماً كنت مفرغة ومازلت... لماذا لا أعيد صياغة القصة... لماذا لا أكتب مذكراتي كما أريد لها أن تكون لا كما حدثت بالفعل... لما لا؟؟

أعيد القصة..
الأمس.. أروع يوم في حياتي... اليوم الذي انتظرته طوال شهور المعتقل.. يوم الخروج... وأخيراً خرجت... لماذا هناك معتقل في قصتي الخيالية؟؟ لماذا هنا تكون صديقي... سأجعله يوم آخر..
الأمس... لا أستطيع وصف فرحتي عندما نطق عمي بالكلمة المنشودة " أزوجك موكلتي آية عزت على سنة الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الامام أبي حنيفة النعمان".... لماذا يكون عمي موكلي في أحلامي... لماذا يكون أبي متوفى حتى في قصة من نسج خيالي...
أعيد القصة..
بالأمس... كنت في قمة السعادة عندما نطق أبي بالكلمة التي أنتظرها منذ أعوام " أزوجك ابنتي على سنة الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الامام أبو حنيفة"... نبت لي جناحين وطرت بعيداً حتى لمست السماء... لأول مرة أشعر أنني أتنفس... هل أستطيع أن أتفس؟؟ لم أعرف هذا الأمر من قبل... لاتتسائل عن سبب سعادتي .. أبي عاد للحياة... أبي عاد للحياة... ما الحاجة إليك اذاً... عد يا أبي في كلمتك... لا أحتاج إليه... أحتاج إليك أنت... في أحلامي... في قصة من تأليفي... لا أتمنى إلا أن يعود أبي للحياة.