الثلاثاء، 15 أبريل 2014

عاوزة أتعلم الوقوع

الدكتور لم يقل نكته.. لقد لمس واقعي المؤلم.. لهذا..... أضحك بشده.

لا أذكر موضوع المحاضرة لكني أذكر جملة قالها الدكتور هي الوحيدة التي كتبتها من المحاضرة.. قال أنه اشترك في تدريب للعبة الجودو.. تعلم كيف يقع.. ثم توقف عن التدريب... .
أنا أريد أن أتعلم كيف أقع... أريد أن أتعلم فن الوقوع.. الوقوع لابد أن يكون بخطة وبتكنيك مدروس جيداً.. لا بد ان أقع باحتراف.. كل وقعة تختلف عن سابقتها.

طالما أننا لابد أن نقع.. وطالما أن هذا هو ما تعطيه لنا الحياة إذاً لابد أن نتعلم.. لا يجب أن أصرخ طالبة النجدة في كل مرة أقع فيها.. مش لازم كل مرة أقول الحقوني انا بتشد لتحت... ولا أقعد ع الأرض أعيط زي العيال الصغيرين إلى أن يأتي المار الذي سأظنه منقذي وأمد يدي له ليعيدني واقفة من جديد..... ـ  المارة لا يعبأون بي ـ

في المرة القادمة التي سأقع فيها أريد أن "أقع بشياكة" .. .. .
وأريد أيضاً أن أقف بمفردي... وألا أتشبث بيد الغريب... .

لا بد أيضاً أن نتعلم كيف نقوم بعد كل وقعة.. كيف نستعيد توزازننا ونمشي بخطى ثابتة.. ننفض ثيابنا من آثار التراب العالقة... نتذكر الأمر ... ونضحك.

"تُستخدم التمرينات الرياضية لمن كُسرت ساقه حتى يستعيد قدرته على السير"...
أنا محتاجة اعمل تمرينات كتير عشان بس أعرف أمشي على رجلي.

الأربعاء، 9 أبريل 2014

لماذا لا نطير!!!!



يبدو منظر الغروب جميلاً من سطح منزلنا... تنتشر الأشعة البنفسجية في الأفق.... يغطي السماء لون قرمزي... تتسابق أسراب الحمام في استعراض قوتها على الطيران... أسرح في المساحة الشاسعة من اللون الأزرق... تلهبني النسمات الباردة.. يطير شعري الغجري على عيني فازيحه قليلاً بيدي... املأ صدري بهواء خالي من النيكوتين... أشعر نسبياً بالهدوء.. لا صوت يعلو فوق صوت رأسي الذي امتلأ بحوار جديد بيني وبينك.

ـ بتعملي ايه عندك؟؟
ـ سرحانة.... الهوا هنا حلو قوي.
ـ
:D  الهوى... ههههههههه .. قلتيلي.
ـ شايف أسراب الحمام اللي في الجو... منظرهم حلو قوي.
ـ أنا نفسي أطير.
ـ أنا نفسي يبقى عندي سرب.
ـ شايفة انتي بقى الحمامة اللي خرجت من السرب وطارت لوحدها دي أنا نفسي أبقى زيها أو زيه على حسب يعني
:D
ـ وهتعمل ايه لوحدك؟؟
ـ مش عارف.. بس هطير في أي حته... مفيش أي حاجة هتقيدني ولا هبقى مربوط في حاجة.. ولا ملتزم بعادات وتقاليد السرب بتاعي.. هعمل اللي أنا عاوزه.
ـ انت عارف انت عاوز ايه؟
ـ مش عارف حالياً.. بس أنا عاوز أطير وخلاص.. عاوز أبعد عن القطيع.. مش عاوز أبقى زي شوية الحمام دول اللي بيلفو حوالين نفسهم في دايرة ويتعبو من الطيران فيرجعو البيت بسرعة قبل الدنيا متضلم ويستنو كل يوم يتدبح منهم واحد.
ـ ولو طرت لوحدك ممكن حد يصتادك... في كلا الحالتين انت مهدد.
ـ مش مهم.. على الأقل هبقى حاولت.
ـ في السرب لما حد بيتعب الباقيين بيسندوه.. مش هتلاقي حد يسندك.
ـ تعالي انتي معايا... تعالي نهرب سوا... نطير سوا.. وكل واحد فينا يسند التاني.
ـ بس احنا مبنعرفش نطير.
ـ لأ بنعرف...  بس احنا اللي متمسكين قوي بالأرض.. خايفين لا نقع.
ـ ........................................... .
ـ سكتي.!!!
ـ بفكر.
ـ في ايه؟؟؟
ـ في احتمالات اننا منقعش.
ـ مقلتش اننا مش هنقع.
ـ
:D :D :D :D  انت كده بتطمني يعني؟؟!!
ـ ههههههههههههههه منا لازم أقولك ع الحقيقة.
ـ طيب ولما نقع هنعمل ايه؟؟
ـ نحاول تاني وتالت ورابع لحد ما نحترف الطيران.

أنا عاشقة للطيران... كان يراودني حلم عندما كنت صغيرة.. كنت أحلم أنني أطير... أطير وأعلم الناس الطيران... لكن الآن.. تراودني الكوابيس فقط... .
أريد أن أطير... لا أخاف منك.. ولا أخاف من الوقوع... ولا أخاف من العواصف.. أخاف أن أدمن الطيران... أخاف أن أطير بعيداً فأكون واضحة تماماً للصيادين.. أنا جبانة وأعرف... أريد أن أبقى في الظل... في غمار القطيع الذي لا يستطيع الطيران... في السرب مثل الآخرين تماماً... حتى لو كان هذا يعني أن أتخلى عن جناحي.. فهذا ما يحدث.. وهذا ما يفعله بنا العالم.. يقصقص أجنحة من يطير بعيداً... أو يربط رجله بخيط طوله لايزيد عن ال10 أمتار... وأنا لست مربوطة بخيط بعد... لكني قريباً سأُربط إلى الساقية.... .
دعنا نتخيل فقط أننا نستطيع الطيران في عالم موازي.... ودعني أكتب "محاولات فاشلة للتحليق خارج السرب" .... وأنا واثقة تماماً من فشلها.... لكن اذا كُنا سنتخيل.. لماذا لا نتخيل أنها كانت محاولات ناجحة... وأننا استطعنا الطيران بالفعل... لكنا اشتقنا إلى الأرض.. فعدنا إليها بمحض ارادتنا... .